سؤال يتبادر إلى ذهني دائماً، وقد يكون ذلك بالنسبة للجميع ماذا علمتنا الحياة؟.. نعم ماذا تعلمنا؟ وماذا استفدنا؟.. حياتنا مليئة بالأحداث الجميلة والسعيدة والمحزنة والأليمة وبالمواقف التي -أحياناً- نقف عاجزين عن إدارتها أو ذهولنا منها ليت شعري يستطيع أن يعبر كما يكنه خاطري، ليت نثري يستطيع بث ما يخالجه كلمات وعبارات أود الكتابة عنها.. الحياة قد تؤلم الكثير وقد تسعد الكثير، كلنا معرّض لذلك، لكن ما دورنا في تخطي تلك المواقف؟ وكيف نتعامل معها؟.. هذا ما تعلمه لنا الحياة.
نعم علمتنا الحياة أنّ المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتَين، ولكن أليس من الأَولى ألا يلدغ على الإطلاق؟! فكم من إنسان لُدغَ من جحر مرة، ثم لدغ بعد هُنيهة من الجُحر ذاته. علمتنا الحياة أن الأيامَ تسير بنا إلى المجهول، وأنها مطايا توصلنا إلى أقدار الله تعالى، وأن الأيام لا تتشابَهُ إلا بالمسمّى، فمن المحال أن يمر عليك يوم في المستقبل مثل اليوم الذي تعيش فيه.. تلك حقيقة قد نجهلها.
لقد تعلمنا أن الحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية، لا تتوقف أبداً عند سطر حزين، قد تكون النهاية جميلة.
علمتنا الحياة عدم اليأس والنظر إليها بمنظار الأمل وحسن الظن بالله، نعم علمتنا الحياة احترام الآخرين، وأن من يحترم نفسه يُحترم.
علمتنا الحياة كيفية التعامل مع البشر، حيث يعتبر التّعامل معهم حقيقةً فناً ومهارةً توجد لدى البعض، بينما يفتقدها البعض الآخر من النّاس، وفي رأيي هناك عدد من القواعد التي تساعد على بناء علاقات بناءة مع النّاس، أذكر منها الوضوح والصّراحة، فالإنسان حين يكون واضحاً في حياته، معبّراً عن شخصيّته الحقيقيّة في تعامله مع النّاس فإنّه يكون أقدر على اكتساب الآخرين، لأنّ الزّيف والاصطناع والتّجمل الكاذب يجعلان من يتحلّى بهما مكروهاً عند النّاس منبوذاً.
كذلك الصدق والأمانة في تعامله مع الآخرين وهناك الكثير والكثير يجب أن نتحلى بها، ألستم معي في ذلك.. حقيقة الحياة نعيش فيها وكل يوم نتعلم منها الكثير والكثير، ألم تسمعوا بمن تسأله من أي جامعة تخرجت فيجيبك ويقول من جامعة الحياة، بالفعل يتعلم بالحياة أشياء قد تكون غائبة عن الكثير وتجارب يعرف كيف يتعامل معها، فتعلم منها ما يفيدنا وما يفيد أخلاقنا وما يجعلنا بالفعل نهتم بأنفسنا ورقينا بتلك النفس إلى مصاف العلو، نعم الحياة جميلة بجمال وجودك أيها الإنسان، وحياتنا تظل حمراء جرداء ما لم نبللها بالحب الصادق والكلمات المعبرة تجاه الآخرين، ليسود التعامل الراقي الذي ينم عن شخصية راقية متزنة.