سعد الدوسري
إذا كنا ننوي أن نكون شفافين جداً، بما يليق بالشفافية التي تم من خلالها إيقاف رموز سياسية واقتصادية، فيجب أن نعترف بأن الإعلام كان شريكاً في السكوت عن كثير من أوجه الفساد التي كانت تنخر جسد الدولة ببطء وبصمت، بل إنَّ بعض المرافق الإعلامية، كانت تدعم بوعي أو بدون وعي، بعض أشكال الفساد.
لقد لاحظنا بأن هناك صمتاً واضحاً من مجموعة لا يستهان بها من الإعلاميين أو العاملين في كواليس المجال الإعلامي، وربما لا أحد يلوم هؤلاء الصامتين، لأن الصدمة كانت ولا تزال شديدة على عقليات وعواطف الكثيرين، فبعض الموقوفين كانوا بشكل أو بآخر ذوي تأثير على المشهد السعودي العام، ولم يكن أحد يتوقع بأن يكونوا ضمن الأسماء التي كانت هناك تلميحات متواصلة، بأنه سيتم إيقافهم.
لكن كل هذا لن يبرر للمرفق الإعلامي الذي أسهم في تكريس الفاسدين أو في التغاضي عن ممارسات الفساد، مهما كانت الحجج التي سيتحجج بها هذا المرفق أو ذاك. ولعل ما يحدث اليوم على الأرض، سيسهم في تشكيل نمط إعلامي يشد على يد الإصلاح ومحاربة الفساد، من تلقاء ذاته، وليس فقط من خلال التوجيهات الرسمية.