فهد بن جليد
امرأتان من بين كل خمس نساء يُصبن بالسكري في سن الإنجاب، هذه الأخبار الصادمة التي نشرتها الجمعية البلجيكية، ونحن نعيش اليوم العالمي للسكري هذا الأسبوع (14 نوفمبر من كل عام), تستوجب علينا التحرك قدماً نحو زيادة الاهتمام بطرق الكشف والحماية, وتوفيرها طوال العام في كل الأماكن التي تقصدها النساء, أكثر من مجرد التركيز على الأعراض والمُضاعفات والتحذير منها، وفق تلك الإحصاءات التي تهدد نساء العالم العربي أكثر من غيرهن، فالمواجهة بالكشف المبكر هو ما نحتاجه في هذه المرحلة تحديداً.
لا يجب أن تقتصر حملات التوعية والكشف في المولات والمدارس والجامعات على هذا الأسبوع أو اليوم العالمي - كمشاركة سنوية - بل علينا تجاوز ذلك إلى إنشاء وافتتاح مقرات ثابتة يعمل بها أخصائيون، وتتوافر بها أجهزة كشف سريعة، مع تقييم للوضع وتقديم المشورة والخطط اللازمة لتغيير نمط الحياة ومواجهة الداء مُبكراً قبل أن تزداد النسب بين الأطفال والنساء نتيجة سوء التغذية، والسمنة المفرطة وزيادة الوزن بسبب الاعتماد على الوجبات السريعة، مع عدم الحركة، هذا هو الدور المنتظر أن تلعبه المؤسسات الصحية والتعليمية والجمعيات التوعوية، ليصبح هاجساً لدى أرباب الأسر والأمهات.
المنظمات العالمية اختارت هذا العام شعار (النساء والسكري) إيماناً بخطورة الوضع على نحو 199 مليون امرأة حول العالم سيصبن حتماً بالداء، وستتفاقم حياتهن بسبب صعوبات الكشف المبكر والحماية، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر ونحن من المجتمعات الحاضنة والمرشحة لتسجيل نسب أعلى عالمياً ضمن الدول العشر الأكثر إصابة، خصوصاً أنَّ المرض مسجل كـ (تاسع) سبب يقتل النساء في العالم.
في المملكة تسجل 11 حالة بتر للأطراف يومياً بسبب السكري - بحسب المؤتمر العالمي لمواجهة السمنة والسكري - بل إن 35% من أطفالنا مصابون بالسمنة وهي الباب الأول في طريق السكري, لا حاجة لسوق وتقديم المزيد من الأرقام والإحصاءات المُفزعة هنا، فما نبحث عنه هو تحرك جاد وسريع وعملي بخطط مُستدامة للمواجهة الميدانية الحقيقية، بعيداً عن محاولات التوعية التقليدية التي أثبتت عدم فعاليتها طوال السنوات الماضية، لأنها ببساطة تتخذ من الشعارات والمشاركات الناعمة سلاحاً - غير مفيد إطلاقاً - في هذه الحرب الصحية الخاسرة.
علينا أن نشجع النساء السعوديات على الحركة وممارسة الرياضة البدنية بانتظام مع تجويد نوعية الطعام والتخلص من ثقافة الغذاء غير المُتزنة، فمواجهة السكري ليست بالأمر المُستحيل، متى ما اعتبرناه بالفعل قضية صحية عامة تستحق أولوية المواجهة, وليست مشاركة توعوية سنوية مع بقية المجتمعات العالمية.
وعلى دروب الخير نلتقي.