يبدو أن نادي النصر يسير على ذات الخطى التي وقع فيه نادي الاتحاد من شكاوى وديون متراكمة بملايين الدولارات بسبب عدم التزام إداراتي الناديين بالإيفاء بحقوق بعض اللاعبين الأجانب والمدربين ليضطروا لتقديم شكاوى للفيفا للحصول على حقوقهم.
قضايا النصر المعلنة التي وصلت للفيفا حتى الآن أكثر من سبع قضايا بعضها صدر فيها أحكام ملزمة بالسداد على إدارة النصر وبعضها الآخر تحت النظر وجميعها ضد النصر، ومن الواضح ان عشاق النصر ومحبيه تنتظرهم أيام صعبة جداً بسبب هذه الشكاوى، فالنصر من المتوقع أن يكون اتحادا جديدا مليئا بالديون والمشاكل ومعها ستفقد الكرة السعودية واحدا من أهم أضلاعها وركائزها الأساسية، فضرر الشكاوى العديدة والمطالبات وضحت على مسيرة نادي الاتحاد الذي أصبح اليوم خارج دائرة المنافسة على البطولات المحلية رغم المحاولات المستديمة من بعض رجاله لتدارك الوضع، لكن جميع المحاولات لم يكتب لها النجاح، وماحدث مع الاتحاد سيتكرر مع النصر نفسه الذي يعاني من ضائقة مالية كبيرة أوصلت ديونه إلى ربع مليار تقريباً، بالإضافة إلى بعض الشكاوى الموجودة الآن ضد النصر لدى فيفا.
ملف الديون والشكاوى التي على النصر إذا استمر دون حل جذري وحاسم من رئيس الهيئة العامة للرياضة معالي المستشار تركي آل الشيخ بجانب المؤثرين من أعضاء شرف نادي النصر في أقرب فرصة، فالحلول الوقتية وبعض المسكنات من خلال تأجيل بعض القضايا لفترة معينة لن تجدي بل ستزيد الطين بلة ومع مرور الوقت سيكبر هذا الملف وعندها لن يجدي أي حل معها.
ما يحدث في اثنين من أكبر الأندية السعودية يؤكد بكل أسف أن أنديتنا تدار بطريقة بدائية جداً، وأصحاب القرار فيها لا يكترثون بالعواقب المستقبلية وليس لديهم معرفة تامة بالأنظمة واللوائح التي تخص التعاقدات والعقود وما يترتب عليها من عقوبات، والدليل حجم الملفات والشكاوى ضد الأندية السعودية لدى الاتحاد الدولي فيفا التي تتجاوز مائة قضية بحسب تصريحات سابقة لنائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل، وهو رقم كبير ومقلق جداً يكشف مدى ما تعانيه الأندية السعودية من فوضى عارمة جداً داخل دهاليزها.
والأمل كبير جداً في رئيس الهيئة العامة للرياضة معالي المستشار تركي آل الشيخ بوضع حد لما يحدث في أنديتنا، ولعل من أبسط القرارات التي تمنع تجاوزات الأندية في تساهلها بعدم تسليم بعض اللاعبين الأجانب لمستحقاتهم بعد انتهاء التعاقد معهم، هو منع أي ناد من التسجيل ما لم يحضر ورقة مخالصة مالية للاعبيه الأجانب والأجهزة الفنية الملغاة عقودهم، لكي نخرج من هذا الملف الشائك الذي شوه صورة رياضتنا لدى أعلى سلطة رياضية.
- عبدالله العمري