استعرض الدكتور محمد آل زلفة، المؤرخ والباحث وعضو مجلس الشورى الأسبق، مجاهدات المحاربين الفرسان والمشايخ في توحيد المملكة، وذلك عندما حل ضيفًا رئيسيًّا على اثنينية الذييب الأسبوع الماضي.
وتحدث الدكتور محمد حول الوحدة الوطنية وجذورها التي تمتد إلى عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، مشيرًا إلى أن الأجيال الجديدة لا بد أن تتعرف على تلك المجهودات التي بذلها الملك المؤسس ومَن معه من رجالات، ضحوا جميعهم بأنفسهم وأموالهم من أجل توحيد البلاد؛ لكي ننعم نحن الآن بهذا الأمن والأمان والاستقرار. وأضاف: «فإذا ما شعر الجيل الجديد بما قدمه الآباء في الماضي فإن ذلك من شأنه زيادة الارتباط بهذه الأرض، واحترام رموزها، وكذلك زيادة مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الوطن».
بعد ذلك انتقل الدكتور محمد آل زلفة إلى الحديث عن مجهوداته في تأسيسه مركز آل زلفة الثقافي والحضاري، مبينًا أن المركز يضم أسماء أكثر من 12 ألف اسم من أسماء المشايخ والقادة والفرسان والمحاربين في توحيد اسم المملكة عام 1352، إضافة إلى عرض لأنواع الأسلحة المستخدمة، وإحصائيات بعدد الخيول والجِمال والعتاد آنذاك. مشيرًا إلى جهوده في تأليف كتاب في هذا الخصوص، ومتناولاً بالرصد الدقيق هذه الحقبة التاريخية من عمر الوطن.
وانتقل آل زلفة بالحديث عن مجهودات القيادة الحكيمة في الحرب على الفساد، مؤكدًا أن مسألة الفساد تتنافى جدًّا مع فكرة المواطنة، ومذكرًا أن المحاربين القدامى مع الملك عبدالعزيز لم يفكروا في أنفسهم بقدر ما فكروا في المسؤولية الملقاة على عاتقهم في توحيد الوطن. وأضاف: «من هنا يجب على كل مواطن الشعور بالمسؤولية الخاصة به تجاه الوطن؛ فكلما زاد هذا الحس الوطني قلَّ حجم الفساد في أي مجتمع».
وأشار آل زلفة في معرض حديثه إلى أن المشروعات الوطنية كافة التي نشهدها اليوم، وعلى رأسها رؤية 2030، لم تأتِ من فراغ، وإنما جاءت بعد ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في الوطن التي يحافظ عليها ملوك الدولة في مراحلها كافة. وأضاف: «فهنيئًا للأجيال القادمة بهذه الرؤية العملاقة التي سينعمون خلالها بالنقلات النوعية والحضارية للمملكة».
واختتم الدكتور محمد آل زلفة حديثه في الندوة بقوله: «المملكة دولة كبيرة مترامية الأطراف، تنعم بكثير من الثقافات واللهجات والعادات والمذاهب». مشيرًا إلى أن هذا التنوع والاختلاف الثقافي يلتقي في نقطة واحدة، هي حب هذا الوطن والالتفاف حوله. مؤكدًا أن ذلك لا يتأتى بدون احترام الآخر واحترام الضوابط، ومراعاة الآخرة.
يُذكر أن الندوة حضرها إبراهيم الأومير المدير العام لشركة الأومير، الذي أثرى اللقاء بأحاديثه الشيقة وذكريات شبابه.
وفي نهاية الندوة تقدَّم الأستاذ حمود الذييب بالشكر للدكتور محمد آل زلفة على حضوره الكريم، مقدمًا له درع الاثنينية تكريمًا له على المحاضرة القيمة.