رجاء العتيبي
الاحتفاء بأحد رواد الآثار في بلادنا البروفيسور/ عبد الرحمن الطيب الأنصاري - عافاه الله وشافاه - يمثل لمسة وفاء قدمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في حفل افتتاح ملتقى آثار المملكة العربية السعودية (الأول) الثلاثاء الماضي برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتشريف من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض ووسط حضور محلي ودولي لافت إلى جانب أسماء بارزة خدمت آثار المملكة في أكثر من مجال.
وسمت هيئة السياحة جائزة باسم هذا العلم الخالد في مجال الآثار والتراث الوطني تأكيدا لريادته وبدت صورته المنحوتة على مجسمات الجائزة كشخصية تاريخية شامخة على مر العصور, تعطي حاملها من الفائزين فخرا يبقى على مر الأزمنة وتعزز مكانته في عالم الآثار محليا ودوليا, وتدفعه لعمل المزيد.
الجائزة جاءت باقتراح من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أثناء زيارة سموه للأنصاري في محل إقامته بالمدينة المنورة تأكيد لريادة الأنصاري في عالم الآثار في مدة امتدت لما يقارب 50 سنة بدءا من العام 1972م.
الجائزة تأتي بمشاركة من جامعة الملك سعود عرفاناً بالدور الكبير والرائد الذي بذله البروفسور عبد الرحمن الطيب الأنصاري، طوال تاريخه العلمي والمهني، في استكشاف الكثير من المواقع الأثرية في المملكة وإبرازها للعالم كعمق حضاري ومكون أصيل في الثقافة الإنسانية.
قرية الفاو التي اكتشفها البروفسور الأنصاري جنوب الجزيرة العربية تمثل له بيته الثاني الذي عاش فيها 20 سنة مكتشفا ومنقبا وباحثا ودارسا برفقة طلابه من جامعة الملك سعود, حيث تخرجت على يديه أول دفعة من تخصص الآثار في قسم التاريخ الذي أسسه بالجامعة وباتوا يشكلون اليوم إلى جانب الدفعات المتتالية رافدا في هذا العلم الذي وجد كل اهتمام من ملوك المملكة منذ المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - حتى اليوم.
وفي جانب آخر من ريادته بدأ الأنصاري رئاسة هيئة تحرير مجلة أدوماتو 2000م المتخصصة في مجال الدراسات والبحوث الآثارية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي التي تصدرها مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية, وهي تنشر أبحاثها باللغتين العربية والإنجليزية وتعد من أشهر المجلات المتخصصة المقروءة دوليا على نطاق واسع.
وتكون هيئة السياحة قد أسست بالملتقى الأول لآثار المملكة الذي تستمر أنشطته 50 يوما مبادرة تليق بالبعد الحضاري للمملكة وتاريخها الممتد إلى آلاف السنين واحتفاء بالآثاريين الذين بذلوا جهودا تستحق التقدير, ولا يسعنا إلا أن نقول «شكرا هيئة السياحة» ومزيدا من الإنجازات.