د. خيرية السقاف
أرى أنّ أرقام المبالغ الخيالية لقيم العقود مع لاعبي, ومحكِّمي, ومدربي كرة القدم تحديداً تضم إلى قائمة الفساد, إذ هي لا شك تمثل هدراً في المال من أي المصادر تكون !..
ويبدو أنّ «جنون» الفرق الرياضية, والجماهير الرياضية, ومنافسات الفوز, وبلوغ المراتب الأولى, والمشاركات الدولية, والعالمية للحصول على كؤوس الفوز تخرج بالأقدام من منطقة الملعب, إلى حيث الأخذ بها فكرة, وممارسة, وتوجهاً, وتأثراً , وتأثيراً, ومنافسة, وقصصاً, إلى منطقة غامضة لما لهذه الكرة الصماء الناطقة, التي تُصنع من جلد من هيمنة, التي ميدانها بين الأقدام, لكنها المتسيّدة, في مقابل مجالات أخرى أكثر أهمية منها في بنية المجتمع لا تحظى بما تحظى هي عليه من الاهتمام..!
أحسب أنّ «تركي آل الشيخ» المنقذ المطهر, المتوثب الذكي, ذا السلطة بالتكليف, المعوَّل عليه تصويب المسارات المتعرجة, والمنحدرة, والمظلمة في بيئة الرياضة لتستقيم, وتستوي, وتنير..
أحسب أنه سيفعل في النظر إلى هذه الأرقام الفلكية التي لا يرقى لها, ولا لجزء منها ما يقدم لعالم في صومعته, ولا لباحث نظري, أو تجريبي في مختبره, أو ميدانه, ولا لمفكر مطوِّر في جامعته, ولا لأي مجتهد مجدد , صانع, فاعل في مجال إنجازه لأيٍّ من المنجزات الفاعلة في تطوير حياة البشر, وتحسين مخرجاتها, والرقي بأساليب عيشها, وصحتها, وفكرها, وصناعتها, وحسها, بينما من يجتمعون على تسليته بكرة بين الأقدام يتفوَّقونهم دخلاً, ورفاهاً, ويسراً..
مع أنّ المنجزين للحياة, ولحضارتها, ولتقدمها, أولى بهذه الأرقام الفائقة في الدخول المادية نظير نوع المنجز..
قد ينفعل بما أقول «مجانين» الكرة, - وهذه مدحة لا قدحة - الذين قالوا لي يوماً رداً على ما كتبت عن هذه الكرة بأنها رياضة, وأنها عالمية, وأنّ الناس تجتمع على حبها, بل ذهب باحثون كثيرون في دراسة تأثيرها في المجتمع, وكيف أنها الصوت الجمعي للمجتمع البشري, وصحيح أنني حين يشترك فريق المنتخب الوطني تتحرك بقوة في دخيلتي المشاعر, وصحيح أنها رياضة عالمية, ولا يتفق العالم على «اختلاف», لكن ما يحصل عليه لاعب, ومدرب, وحكم فرق كرة القدم, مواطناً, أو متعاقداً معه من المشاهير, أو سواهم من دخل مادي ينضوي تحت قائمة الفساد في ظني بصرف النظر عن مصدره, أو التعارف عليه في المجال, لأنه هدر مادي مبالغ فيه كثيراً, وجميل أن يتم التوازن بينه وبين دخول الفاعلين المجدِّين في الحياة, المنجزين لمجتمعهم ما يسر كثيراً, ويستدعي البهجة والثقة, على الأقل نظير ما يحدثه هدف ينهي المباراة لصالح الفرح..