بريدة - فهد العايد:
ودعت منطقة القصيم عامة ومدينة بريدة خاصة، مساء يوم أمس الأول السبت الموافق 1439/2/22، شيخاً فاضلاً وقارئاً حافظاً واماماً تقياً ورجلاً كريماً عابداً زاهداً، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العيدان، عن عمر يناهز 75 عاماً. وأديت الصلاة عليه بعد صلاة العشاء أمس الاول في جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب بحي الخليج بمدينة بريدة، وسط جموع غفيرة من أهالي المنطقة، وشيعته في مقبرة الموطأ. وكان الفقيد «رحمه الله» إماماً لحي الرفيعة ببريدة، وقبلها اماماً لحي الخالدية، وهو صاحب الصوت الشجي والحفظ المتقن والقراءة الهادئة البعيدة عن المحسنات الصوتية المزعجة. رحل الشيخ عبدالعزيز بعد عمر طويل قضاه في حسن التعبد لله والوقوف بين يديه، كانت مائدته القرآن الذي ظل يتلوه صباحا ومساء وفي كل أوقاته يراجعه ويتدارسه، ويقضي جل وقته في المسجد.
لقد امتلأ جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، أمس الأول عن بكرته بالمصلين على الفقيد، فيما تزاحم مشيعوه أمام المقبرة، تدفعهم الروابط الايمانية ومحبتهم لشيخهم «رحمه الله» مما جعل ابناء الشيخ بحضور ابنه عبدالله، السماح لأهله ومحبيه بالدخول عليه افرادا لوداعه وهو مسجى يقبلون جبينه الطاهر قبل الصلاة عليه. فقد جاءت هذه الجموع الحاشدة دافعها حب الاخوة في الله ومحبة اهل الصلاح، فلم يكن الشيخ عبدالعزيز ذا مال أو منصب، بل كان يحمل في صدره ما هو اعظم من ذلك، ألا هو كتاب الله، وكفى به شرفاً. اللهم اجعل قبر الشيخ عبدالعزيز روضة من رياض الجنة، ووسع له فيه.. اللهم اكرم وفادته وارفع درجته.. اللهم اجعل الفردوس مقره.. وداعا يا شيخا أحببناه.. وداعا يا حافظاً اشتاقت الآذان لسماع صوته. «الجزيرة» تتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لابنائه «عبدالله وعمر ومحمد وأنس وأحمد وعبدالرحمن وتميم ومهند» ولاخوانه «اللواء منصور العيدان مدير شرطة منطقة الرياض سابقاً، واللواء عبدالكريم العيدان مساعد مدير عام المرور سابقاً» ولزوجاته لولوة السديري، والجوهرة المشيطي، وهدى الفدا، وعموم اسرة الفقيد وأرحامهم ومحبي الشيخ. «إنا لله وإنا إليه راجعون».