سعد بن عبدالقادر القويعي
في السادس من نوفمبر الجاري، تم الاجتراء على قتل رجل أمن بريء بالقرب من قرية «البحاري» في محافظة القطيف ؛ ليتكرر - مرة أخرى - عودة سيناريو الجرائم المشينة التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، وتقوّض استقرار الوطن، وتدمر مقدرات الأمة. وهذا ما فعله الإرهاب الأسود على منهاج، وسنّة من تم تسخيرهم كأدوات في مخططات التضليل، والتطرف، والعنف، والإرهاب ؛ وليؤكد - مجدداً - على أنّ تلك الجرائم لا تعرف ديناً، أو عقيدة، أو أي معنى من معاني الإنسانية.
لغة العنف، والإرهاب، والذي يشكل الوجه الآخر للاستبداد، ولمشاريع الفتن المذهبية، ليس طريقاً مشروعاً، ولا مجدياً لحل المشاكل، بل يزيدها تعقيداً، ويهدد مصالح البلاد، والعباد، ويؤدي إلى سفك الدماء المحرمة، ويزعزع الأمن، والاستقرار ؛ ولأنهم شذاذ في الآفاق، يحاولون أن يحدثوا خرابًا هنا، وخرابًا هناك، فإنّ الحفاظ على حرمات الدين، ومكتسبات الوطن - بقيادتها وشعبها - لن تهتز - بإذن الله - من أي نوع من أنواع التهديد، والابتزاز الذي يحاول النَّيل من ثوابتها، وسياستها، وسيادتها .
إنّ القيام بدور فاعل لوضع حد في حق كل من تورط في حمل السلاح من الإرهابيين في منطقة القطيف، وإلقاء سلاحه، والانقياد إلى القانون، والنظام، هو دور كل الباحثين، والصحفيين، والناشطين، وجميع المعنيين الذين يبحثون عن المعلومات الدقيقة المدعمة بالأدلة، والوقائع، والعمل على تشخيص أسبابها، وخلفياتها، والتعرف على الأجندة الخمينية من وراء تلك الأحداث، وارتباطهم بخلايا الحرس الثوري الإيراني؛ من أجل وضع حد لهذه المعاناة التي يعيشها المجتمع القطيفي من خلق الأزمات، والوقوف صفاً واحداً ضد كل من يحاول تفرقة في لحمتنا الوطنية، ونسيج مجتمعنا الداخلي، أو يستهدف أمننا، أو يستغل حدودنا، أو الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة.
قصة الإرهابيين في القطيف اقتربت من النهاية، إذ لا يمكن أن تحقق مبتغاها، - خصوصاً - بعد فشل ذرائعها الطويلة - خلال العقد الماضي -، وذلك في ظل الضربات الموجعة من رجال الأمن، وبعد أن أُلقم أصحابها رصاصاً في عدة محطات، وأصبحوا نكرة لإنسانيتهم النكرة، وعقولهم الخربة، وضمائرهم الميتة ؛ فقصمت ظهر الإرهاب في المحافظة ؛ وحتى تكتمل منظومة المواجهة الشاملة، وتسقط العناصر المخربة في يد العدالة، سيبقى تعزيز مفهوم الاصطفاف خلف القيادة الرشيدة في معركة الوطن ضد الإرهاب حقاً مشروعاً ؛ لأننا ندرك عبس مقصد خلايا الإرهاب، ودموية جرائمها، وضلال دعوتها، والتي تتنافى مع كل الشرائع السماوية، والأعراف الإنسانية.