سعد السعود
صبر الشباب فظفر.. ولم يُصَب يومًا بالإحباط، رغم كمية ما أسمعه له الطرف الآخر من «هياط».. آمن بحقه؛ لذا كل باب طرقه.. وثابرت إدارته بقيادة القريني، رغم كل ما واجهته من هجوم وما تعاني.. فتتالت البيانات، رغم ضحك الإعلام الآخر وقهقهة السخريات.. ووقف خلف الإدارة أعضاء الشرف؛ فلم يلتفتوا لكل هذا السخف.. ليضحك كثيرًا مَن يضحك أخيرًا. هكذا نال المراد مَن تزود ناحيته بكل زاد.. وانتزع الحق مَن تسلح بالأدلة والمنطق.. لتكون خاتمة القصة أشبه للشبابيين بالرقصة، في حين تجرع المنافس ومَن سخر من الليوث الغصة.. هذه باختصار حكاية مثابرة في عام، لم تنحنِ لمحاربة، ولم تفت من عزيمتها أوهام. ببساطة لم تذهب يا هذا خطابات الشباب أدراج الرياح.. ولم يُصَغ حبر البيانات بالنياح.. فالحق لاح.. والظلم بوجهه شاح .. والعدل أرسى سفينته بقيادة الربان تركي آل الشيخ الذي أعلنها: (اللي فات ما مات حتى لو علا الصياح). نقطة على السطر: الليث انتصر.. وجامعة القانون أغلقت أبوابها؛ فالكل رسب، ولم ينجح أحد، بل بات وضعهم في خطر.. لأعود لما به بدأت من سطر: صبر الليث.. فظفر.
«من أين لك هذا يا العويس»؟!
أخيرًا كشف العويس مصادر دخله بدقة.. وهو الأمر الذي استغربت تجاوزه من اتحاد الكرة وقتها، والأخذ بقوله إنها من والده.. ويومه طالبت بتفعيل الأنظمة واللوائح.. وإلا تصبح الدعوى (سايبة)، وكأننا في حارة (كل من إيدوه ألوه).. لتكون العقود أشبه بحبر على ورق بلا احترام أو مبادئ. وتجاهُل اتحاد الكرة مبدأ الإفصاح تعارضه اللوائح، بل إن لجنة القيم والأخلاق في الفيفا تنص في مادتها العشرين على عدم قبول اللاعب أي منح أو هدايا.. علاوة على أن المادة الثامنة عشرة في فقرتها الثانية تلزم اللاعب بضرورة تقديم المستندات للكشف عن مصادر دخله والأموال التي تلقاها. السؤال: ماذا لو لم تقم هيئة الرياضة بفتح القضية مجددًا؟ ماذا لو تم الركون لقرارات اتحاد الكرة التي تجاهلت كل المواد القانونية السابقة؟ مَن كان سيمنح الشباب حقه؟! ومَن كان سيعوضه عن ضرره؟ ولمن كانت المصلحة بإخفاء الحقائق و(دمدمة) الأمور؟ نحتاج إلى محاسبة اتحاد الكرة ولجانه التي بتت في القضية، وكانت مؤتمنة عليها للأسف.. لماذا تجاهلت اللوائح وأهملت في عملها؟ فملف التحقيقات - برأيي - يجب أن يشمل كل من تسبب في تعطيل حق أو تزييف باطل أيًّا كان وحيثما يكون.
معسكر المنتخب ليس طاولة تفاوض!!
ولأن العدل - كما قال رئيس الهيئة - يجب أن يكون موسًا على كل الرؤوس، فإنه يجب ألا نستثني من المحاسبة مَن سهّل مفاوضات اللاعب محمد العويس وهو بمعسكر المنتخب يستعد لأداء واجبه الوطني. فإن صدقت الأنباء التي تواترت في الأيام الأولى فيجب التحقيق مع الإداري الذي منح الحارس جواز سفره وهو في مهمة وطنية في مخالفة صريحة للأنظمة المعمول بها.. كما يجب مراجعة كل التنظيمات الداخلية التي كانت وقت القضية إبان معسكرات الأخضر؛ إذ ذكرت مصادر أن تركي الزهراني المدان بالقضية كان في معسكر الإمارات.. بل وصل بتلك المصادر إلى أن القائد تيسير الجاسم اتخذ المعسكر طاولة لمفاوضات العويس. فإن صح أعلاه فأين هم مسؤولو المنتخب من كل هذا؟! ولماذا هذا الإهمال في واجباتهم؟! وهل تدخل الميول أو الهوى الشخصي في عمل أحدهم؛ فترك الحبل على الغارب؟ ولماذا صمت بقية الإداريين عن كل ذلك؟ أليس ما حدث قمة الفوضى وعدم الانضباط؟ لذا كل الأمل بفتح هذا الملف، وعدم تجاهل هذا الانفلات ـ إن ثبت ـ وخصوصًا وقد حدث ذلك في معسكر وطن؛ لمحاسبة كل شخص تقاعس عن أداء مهمته.
ماذا بعد صدور القرارات؟!
أعتقد أنه بعد صدور القرارات والعقوبات رسميًّا من اتحاد الكرة فإن الخطوة التالية للشبابيين هي توجيه خطاب للهيئة واتحاد الكرة لحفظ حقوق النادي بطلب تعويضات مالية من جراء ما حدث من ضرر للنادي. وبظني فإن المطالبات الشبابية يجب أن تذهب باتجاهين: أولهما مطالبة اللاعب بالتعويض للإخلال بعقده، وعدم قيامه بمهامه بوصفه لاعبًا محترفًا، وأهمها احترم العقود، وعدم قبول أموال من نادٍ غير ناديه. وثانيهما المطالبات باتجاه الأهلي بإلزامه بالتعويضات المناسبة لمفاوضته اللاعب أثناء سريان عقده والإسهام في تمرد الحارس على ناديه. ولست هنا آتي بجديد أو أضرب النرد، بل هذا ما يحدث دومًا في حالة مشابهة.. ولعلي ذكرت في مقال سابق قصة انتقال اللاعب الفرنسي مكسيس من ليون إلى روما وهو الذي ما زال في الفترة المحمية، وكيف تعامل الفيفا تجاه ذلك؛ إذ قام بإلزام روما واللاعب بغرامات مالية مغلظة، فضلاً عن إيقاف اللاعب فترة، ومنع النادي من التسجيل فترتين.. ولا أظن العويس أو الأهلي بما فعلاه تجاه الشباب إلا نسخة كربونية لما فعله مكسيس وروما تجاه ليون بل ربما أشد.. فهل نرى العقوبات المناسبة والغرامات المغلظة تجاه المخطئين مع عدم إغفال المتضررين من التعويضات التي توازي حجم ما نالهم من ضرر؟
قبل الختام
للمبدع محمد الهاشمي: «التسلق: هو عندما تهاجم قضية عادلة، وتسعى لوأدها من خلال تثبيط مناصريها، ثم إذا أظهر الله الحق تصفق للأبطال الذين ناضلوا في سبيل إحقاق الحق»!!
آخر سطر
كلمة (حتوحشنا) باتت أشبه بتميمة العدل وتعويذة الحقيقة.