سعد الدوسري
بعد هذا التحول التاريخي في تعاطي الدولة الحاسم مع قضايا الفساد، بدأ المواطن يشعر أنه وُلِدَ من جديد، وأن المرحلة القادمة من حياته، ستكون مختلفة جداً عما مضى؛ لن يتمكن أحد من المساس بالأموال العامة التي هي أمواله وأموال الأجيال التي من بعده، لن يُحرم من الحقوق والفرص التي يستحقها بسبب وجود من يستأثر بها، لن يعاني من وجود طبقية اقتصادية تجعله في الدرك الأسفل وغيره، ممن لا ذمة لهم، في الدرك الأعلى.
اليوم، ينتظر هذا المولود السعودي كلمة الجهات الرقابية والقضائية في حق من تم إيقافهم، وبعدها سيستهل مشوار حياته الجديدة، في بيئة مغايرة، حيث الأعين مفتوحة بكامل اتساعها، لرصد كل من ستسول نفسه التلاعب بالأنظمة أو الاستيلاء على الأموال العامة أو استغلال المنصب لأهداف شخصية، أو التعدي على حقوق الآخرين. سيكون من الصعب في تلك الحياة الجديدة، تزوير الوثائق العقارية أو تبييض الأموال أو توظيف الأقارب أو رشوة موظفي القطاع العام أو الخاص أو تمرير المشاريع للفئات الخاصة المقربة. سيضع كل مسؤول نصب عينيه، المصير الذي سيواجهه، إن هو ارتكب تجاوزاً إدارياً أو مالياً، ويا له من مصير مختلف جداً عن المصير في الحياة القديمة.
هنيئاً لنا هذه الحياة الجديدة.