سلطان بن محمد المالك
قبل 6 أعوام حدث إعصار ساندي في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن موقع الحدث قام أحد المحللين الماليين اسمه شاشارك تريباثيا بنشر العديد من الرسائل والأخبار والتغريدات على حسابه في التويتر، غالبها كان خاطئا ومظللا وغير صحيح، ومنها على سبيل المثال إشارته إلى انهيار البنية التحتية لأسواق أمريكا، وفقد المستشفيات لطاقتها الكهربائية وأن المحطة الرئيسة للطاقة قد انفجرت بالكامل، وقال إن كامل منطقة مانهاتن المالية والتجارية أصبحت سوداء مظلمة. بعض الأخبار التي ذكرها تناقلتها بعض الوكالات ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتأثر سوق المال وكثير من القطاع الاقتصادي من خلال بث بعض الأخبار المغلوطة. وطرحت في حينه تساؤلات عديدة أبرزها هل ما قام به نظامي وأخلاقي خصوصا أنه أستخدم حسابه الشخصي في قناة التواصل الاجتماعي تويتر والذي من خلاله يتمكن أي شخص من بث ما يشاء ووقت ما يشاء.
وقبل 6 سنوات حدث حادث مأساوي لشاحنة غاز في الرياض وحدث نفس الأمر الذي قام به المحلل الأمريكي بعد بث مجموعة من الشباب في حساباتهم الخاصة بالتويتر وباستعجال أخبار مغلوطة وقت وقوع الحادث ومنها انفجار صاروخ وسقوط طائرة مدنية وغيرها وقد تم تناقل كثير من أخبارهم بشكل خاطئ بين مجموعة من مستخدمي التويتر صباح يوم الحادث. ومن الطبيعي أن تحدث بعض الاجتهادات من البعض في نقل الأخبار وبشكل سريع ولكن من الأدب والخلق أن يكون النقل بشكل صحيح وأن لا يتم نشر معلومات خاطئة. وهذا يؤكد أهمية تواجد القنوات الرسمية الحكومية في بث أي خبر في حينه للقضاء على الشائعات والأخبار المغلوطة.
تذكرت تلك الأحداث بعد سقوط صاروخ حوثي على الرياض الأسبوع الماضي وتسارع الناس في نشر وتناقل الأخبار المغلوطة والشائعات دون التريث والتأني في سماع الخبر من الجهات الرسمية.
وقد يعزى قيام بعض الأشخاص بإساءة استخدام بعض وسائل التواصل الاجتماعي وبث معلومات وأخبار مغلوطة بسبب جهلهم وعدم معرفتهم أن هناك أنظمة خاصة بالجرائم المعلوماتية وأن هناك عقوبات تطبق بحق كل من يسيء استخدام تلك الوسائل نشر وتناقل الأخبار ومنها بث الإشاعات والأخبار المغلوطة. الحكمة دوماً في عدم الاستعجال في نشر وتناقل الأخبار إلا من مصادرها الرسمية.