سعد الدوسري
على الرغم من جهود بعض الإعلاميين السعوديين في محاربة وتعرية الفساد، طيلة السنوات الماضية، إلاّ أن الإعلام الغربي كان يعتبر السعودية من البلدان التي تغض الطرف عنه، بل وتشجعه بشكل أو بآخر. وحين هبّتْ عاصفة السبت التاريخية، مقتلعةً أكبر رموز الفساد، بدأت الصحف والقنوات الغربية تنسج قصصاً كاذبة عن المؤامرات، وعن الصراع على السلطة، وعن الحمائم والصقور.
لقد كان الشأن السعودي وسيظل، محوراً أساسياً من المحاور التي يوليها الإعلام الغربي كل اهتمامه؛ فقديماً كان كل الحديث عن النفط وسوء توزيع الثروة، وبعد أن انقشعت غيوم الزيت، صار الحديث عن جدارة وعدم جدارة قوة القرار السياسي السعودي في مواجهة دول الإرهاب، وعلى رأسها إيران. أي أن السعودية ستبقى في عين إعصار الحقد والتآمر، في كل الأحوال، سواءً كانت مع الفساد أو ضد الفساد، سواءً تعتمد على النفط أو على تنويع مصادر الدخل، سواءً مُتَّهمَة ظلماً بدعم الإرهاب أو بالانجراف الشديد كما هو معلوم في محاربته.
المراقبون السياسيون المحليون يدركون أن المواطن السعودي يعيش حالة ترقب تجاه ما يحدث محلياً وعالمياً، لكنهم يعتبرون ذلك الترقب إيجابياً، فهو الذي سيحفّز الأسئلة تجاه المستقبل الواعد الذي ينتظره، خاصة بعد انتهاء التحقيقات في قضايا الفساد، وعودة الممارسات الطبيعية المزدانة بالعدالة والمساواة.