«الجزيرة» - واس:
عبَّر وزير الآثار المصري السابق الدكتور زاهي حواس، عن سعادته بإطلاق ملتقى آثار المملكة الأول، مثنياً على دور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في عقد هذا الملتقى الكبير.
جاء ذلك في الجلسة الحوارية للتجارب الدولية في الآثار، شهدها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، وأدارها الدكتور حواس وشارك فيها كل من وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني، ووزيرة السياحة والآثار الأردنية لينا مظهر، ووزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، ووزير الثقافة اليمني مروان دماج.
وعد الدكتور زاهي حواس اجتماع هذا العدد من مسؤولي السياحة العرب في مكان واحد إنجازاً يحسب لسمو الأمير سلطان بن سلمان، معربا عن أمله في مناسبات مماثلة وأكبر وأوسع لوزراء السياحة العرب.
ولم يخفِ حواس انبهاره بما تحويه المملكة من هذا الكم الهائل من الآثار، منوهاً بدور الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في هذا الشأن، مشيراً إلى دعوته من قبل سمو رئيس الهيئة لزيارة «جدة التاريخية» في وقتٍ سابق، شاهد خلالها كيف رُممت الآثار السعودية ووظفت بشكل احترافي جذاب.
وقال الدكتور زاهي حواس إنه وجد في الأمير سلطان عشقا لآثار بلده، مؤكدا أن الإنسان عندما يعشق أمرا فإنه يبرزه، مثمنا ما أنجزته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مجالات استعادة الآثار والمتاحف.
وختم عالم الآثار المصري مقدمته بالإشارة إلى أهمية إيجاد كوادر مدربة على كيفية توظيف محتويات المتاحف، وتوفير برامج تدريبية مكثفة للنهوض بهذا المجال.
وفي ذات الصدد، أبرز الدكتور خالد العناني، التجربة المصرية في مجال الآثار، مؤكداً أن الآثار المصرية كانت سابقا تحت إدارة المجلس الأعلى للآثار، الذي تم تحويله فيما بعد إلى وزارة.
ثم سرد مقتطفات عن المتاحف المصرية مثل متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية، الذي افتتح في أكتوبر 2014م، ومتحف ملوي بالمنيا الذي أعيد افتتاحه في 2016م، ومتحف آثار كوم بالفيوم الذي أعيد افتتاحه في نوفمبر 2016م، ثم متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وملحق متحف أسوان، وغيرها من المتاحف المنتشرة في أنحاء مصر.
بدورها أثنت وزيرة السياحة والآثار الأردنية، على الملتقى الأول لآثار المملكة، متمنية أن يكون مناسبة سنوية، لافتةً النظر إلى التجربة الأردنية في الآثار، ومستعرضةً العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي تقيمها وزارة السياحة والآثار الأردنية في سبيل إبراز الثقافة الآثارية في الأردن، والتعريف بما تحتويه بلادها من آثار تعود لمختلف العصور السابقة.
وشددت الوزيرة الأردنية على أهمية أن تعد الآثار كـ «قصص»، على أن تروى هذه القصص كاملة حتى تظهر مدى أخوّتنا وترابطنا، ليبقى العرب دائما كجسد واحد تربطه علاقات ضاربة في التاريخ، مطالبةً بمزيد من العناية والاهتمام إقليمياً وعالمياً بالآثار الأردنية، مؤكدة أنها تعمل مع فريقها بالوزارة على رفع مستوى هذا الاهتمام في مختلف الوسائل الإعلامية.
من جهتها، قدمت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، شكرها لسمو الأمير سلطان بن سلمان على جهوده في العناية بالآثار السعودية، والتعريف بها، مشيرة إلى دور سمو رئيس الهيئة في تعريفها بالآثار السعودية، مؤكدة أن السعودية في قلب كل فلسطيني، والعكس كذلك، مشيرةً إلى أن الآثار الفلسطينية تجد اهتماماً واسعاً من عموم الشعب، وأن هناك وعيا مرتفعا بأهمية الحفاظ على هذه الآثار، كونها تمثل الهوية الأصيلة للشعب الفلسطيني. مؤكدةً أن توجه وزارتها الحالي ينصب على التواصل مع اليونسكو لتوثيق الإرث الفلسطيني، إلى جانب التطوير والترميم والتأهيل للآثار في فلسطين.
وحول وجود علماء آثار فلسطينيين قالت الوزيرة إن مما يدعو للفخر أن فلسطين خرّجت علماء آثار مشهورين على مستوى العالم، وهذا لم يمنع من وجود بعثات أجنبية بهدف تبادل الخبرات وتطويرها، في ظل وجود 7 آلاف موقع أثري، و50 ألف مبنى تاريخي، يعمل فيها كوادر فلسطينية مؤهلة تأهيلا جيداً.
وتطرقت معايعة إلى المتاحف الفلسطينية وواقعها، موضحة أن المتحف الفلسطيني للآثار يقع في مدينة القدس، وهناك متاحف في مواقع الاكتشافات تعرض موجودات الموقع على شكل قصة تروي قصة المكان بأكمله.
من جهته، ألقى وزير الثقافة اليمني الضوء على واقع الآثار في الجمهورية اليمنية في ظل الواقع الأليم الذي تعيشه اليمن حالياً، إذ تعرضت المتاحف للتدمير والنهب من قبل الانقلابيين، مشيراً إلى نجاح الوزارة باستعادة 5000 قطعة بالتعاون مع الأهالي، ومن ثم تم حفظ هذه الآثار في خزانة البنك المركزي.
من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن انعقاد هذا الملتقى جاء نتيجة جهود جماعية عمل فيها الكثير من الكوادر لإخراجه بهذا الشكل، كاشفاً سموه عن وجود نية بعقد ملتقى عربي للآثار - وربما عالمي -، وقال: نعدكم بأن تسمعون أشياء كثيرة مفرحة في هذا الجانب، لأننا سنستمر في هذا المجال الحيوي المهم، فهو جزء من مستقبلنا.