عبد العزيز الصقعبي
مؤلم جداً ما يحدث للدوريات الثقافية، المحلية والعربية، عدد كبير من هذه الدوريات كنا نجدها توزع في أغلب المكتبات، كانت نافذة جميلة على الإبداع والحركة الأدبية، الآن هنالك دوريات تصدر على استحياء، وهنالك دوريات تصدر وللأسف لا توزع، وبالمقابل عدد كبير من الدوريات توقفت.
حرصت على استخدام دورية، حتى لا تتماس مع الصحيفة اليومية والمجلة الأسبوعية، وبالطبع الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية ليست بأحسن حالاً من تلك الدوريات الشهرية والفصلية والسنوية.
ربما توجه الجميع إلى النسق الرقمي إثر على الإصدار الورقي للصحف والمجلات، وأنا هنا لا أرغب الولوج إلى جدلية الورقي والإلكتروني، ولكن يهمني أن أقف عند مشكلة الدوريات الصادرة في المملكة العربية السعودية، وتحديداً الدوريات الأدبية، إذا لن أتكلم عن المجلة العربية والفيصل، بمتابعة بسيطة أجد أن أغلب الأندية الأدبية لديها دوريات يفاجأ بها الزائر لتلك الأندية، أغلبها متميز إخراجاً ومضموناً، ولكن للأسف هذه الدوريات تستنزف مالاً وجهداً، بالمقابل تبقى في مستودعات الأندية لا يطلع عليها إلا عدد قليل من ضمنهم أعضاء تلك الأندية، ويبدو لي أن أغلب تلك الدوريات متشابهة، حيث كل دورية تحمل بين دفتيها بعض المقالات والدراسات النقدية وعروض الكتب وبعض الحوارات إضافة إلى مجموعة من القصص والقصائد.
لن أقول إن هذا جهد سيئ ولكن ما فائدتها إذا لم تصل ليد كل مهتم بالأدب والثقافة حال صدورها، أتمنى من وزارة الثقافة ممثلة بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية وهيئة الثقافة تنظيم حركة نشر تلك الدوريات، وذلك بجمع هذا الجهد لإصدار مجلة أدبية تصدر بصورة منتظمة، وتوزع في كل مكان، على الرغم من أن توزيع الصحف والمجلات يعاني كثيراً من المشكلات لتوقف أغلب مراكز التسوق والمكتبات الكبيرة عن عرض وبيع الصحف والمجلات، ربما الحديث عن المجلات لا يعني الجميع، ولكن أعتقد أنه مهم، فنحن نحرص على متابعة الدوريات المصرية التي تصدرها الهيئة العامة للكتاب مثل إبداع وفصول، ونجد أنها نافذة جيدة لمتابعة الإبداع في مصر، وأذكر منذ سنوات قبل الثورة المعلوماتية كان طلبنا وجود مجلة أدبية تهتم بالمشهد الأدبي في المملكة، وتقوم بالتعريف بالأدباء السعوديين للقراء في الخارج، فنحن عرفنا كثيراً من المبدعين في العراق من خلال مجلة الأقلام وآفاق عربية و في سوريا ولبنان من خلال مجلة الآداب والأديب والموقف الأدبي، وكانت مجلة كلمات وسيلة للتعرّف على مبدعي البحرين.
مضت السنوات ولم تصدر مجلة أدبية قوية، وإن كان هنالك بعض المحاولات مثل مجلة النص الجديد، وما قدمه النادي الأدبي الثقافي بجدة من مجلات مثل الراوي وعلامات، ولكن بعضها توقف، والآخر يصدر بصورة غير منتظمة، وأعتقد أن المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية يحتاج إلى مجلات أدبية سواء شاملة أو متخصصة بالسرد أو الشعر أو الدراسات كما يقوم به النادي الأدبي في جدة، وكما أسلفت يكون الإصدار من الوزارة أو الهيئة، أو من خلال التنسيق بين الأندية الأدبية، لا أريد أن أشد الرحال إلى الأندية للحصول على تلك المجلات، بل أتمنى أن أجدها موزعة مع الصحف والمجلات وإن كانت قليلة.