إذا كنت لا تعتام إلّا ذوي الغنى
فيا بخل من أغراك بالفقراءِ؟!
إذا لان جلد المرء منهم تعادمت
قوى الضعف حتى سيط بالخيلاءِ
وأصبح لا تلقاهُ إلّا مباهيًا
ولا صاحبًا إلّا لأهل ثراءِ
وما كلّ ذي فقرٍ كذلك حالُه
إذا صار من أيامه برخاءِ
ولكنّني أعملت عينين فيهمُ
مضمّخة زهدا وذات رواء
فألفيت منهم من إذا قام لم يقم
وإن لم يقم ما عدّ في الجلساء
ثقيل على الساعين إن سار بينهم
وأثقل من ثهلان في الثقلاء
وألفيت فيهم خلّة الزهد تنثني
فكيف أواري ذمّهم بثناء؟!
أخي والمنى تنداح لا تنحر النّدى
ولا تنعشِ الآلام بالضعفاء
فقد كنت منهم تُلبس اللوم غيرهم
وتجفو الكرى من قلّة الكرماء
فلا تأمنِ النعماء فهي جديدة
وكلّ جديد منذرٌ بفناء
وكن في كلا الحالين كي تمحق الردى
فتىً ذا بساط واحد ورداء
** **
- أ.د. ظافر بن علي القرني