الثقافية - إشراق الروقي
عن مشروع الترجمة وهموم المترجمين، وتجربتها في تفعيل الترجمة من خلال الصحافة، والتجارب الأخرى الشعرية والأدبية والإذاعية، وقراءتها للمشهد الثقافي السعودي بشكل عام، التقينا الكاتبة السعودية تركية العمري في الدمام حيث تُقيم، وأجرينا معها الحوار التالي:
* يطلق عليك العديد من الألقاب، الكاتبة الشاعرة القاصة المترجمة.. ما هي أقربها إلى قلبك ولماذا؟
أقربها الكاتبة، لأن الكتابة مفهوم شاسع يحتوي الشعر والترجمة.
* أسستِ مقهى ثقافي في المنطقة الشرقية اسمه مدى، حدثينا عنه ولماذا تم توقفه؟
مقهى مدى الثقافي أسسته في مدينة الخبر في اليوم العالمي للقصة القصيرة عام 2012م، وهو أول مقهى في المنطقة الشرقية يكون في مكان عام، وكنت أهدف من خلاله إخراج الثقافة للعامة بالإضافة لتناول الشعر والرواية والقصة القصيرة والفنون والترجمة الأدبية، كما احتفى بالأيام العالمية الشهيرة، لكن سبب توقفه هو المواصلات ومن ثم انشغالي.
* أقام بيت السرد بجمعية الثقافة والفنون بالدمام مؤخرًا محاضرة بعنوان «هموم في الترجمة وتحوير وجهة النظر الزمانية والمكانية في الرواية».. كمترجمة، ما برأيك هموم الترجمة الفعلية؟
هموم الترجمة بالنسبة لي كمترجمة هو عدم تشجيع المترجم وتقديم الدعم المادي والمعنوي له من قبل المؤسسات وأيضًا الصحف والمجلات التي ينشر بها ترجماته.
* في الغالب يضع المترجم تدخلات شخصية يسميها البعض اجتهادات، على سبيل المثال محاولة تنبيه القارئ على بعض الأحداث التي ينبغي التركيز عليها لما سوف ترتبط به بأحداث أخرى في الصفحات القادمة.. برأيك هل مثل هذه التدخلات تُضعف الترجمة وتفسدها أم أنها تُعزز من ذلك؟
إذا كانت هذه التدخلات بعيدة عن النص وتشوش طريقة السرد فلا شك أنها ستكون خيانة للنص الأصلي.
* ما السبب وراء الترجمات المُتعددة للعمل الواحد؟
أحيانًا تكون إبداعية للنص الأصلي وتخدم فكرة التنوع إن كانت جيدة.
* إلى أي مدى ساهمت «جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة» في التعزيز من مفهوم الترجمة والتأكيد على ضرورته في إثراء الأدب؟
جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ساهمت في تقدير دور الترجمة في نقل العلوم والمعارف والفكر، وأيضًا عززت وجودنا نحن كمترجمين بأننا نهتم بالتواصل مع الثقافات الخارجية والأمم والتعرف على الطرف الآخر.
* كـ أديبة.. من يتفوق على الآخر حضورًا وتفعيلًا للمشهد الثقافي، الأندية الأدبية أم جمعيات الثقافة والفنون المنتشرة في مدن المملكة؟
جمعيات الثقافة والفنون ولكن ليست كل فروع جمعية الثقافة والفنون. البعض فقط التي قُدر لها أن يكون مديرها شخصية تتسم بسمات الفنان. ولكن في ظل الإدارة الجديدة؛ أتوقع أن كل فروع جمعيات الثقافة بالمملكة ستصبح متألقة وستكون للمرأة مشاركة فاعلة في فروع المحافظات الصغيرة.
* برأيك هل سيؤثر القرار السامي بالسماح بقيادة المرأة بانتشار وتوسع المرأة في المشهد الثقافي؟ وما مدى أثر المساواة في هذا القرار من خلال اعتماد اللوائح التنظيمية المرورية على الذكور والإناث على حد سواء.
لا شك في ذلك، فالأمر السامي منذ إطلاقة ساهم في إطلاق المشاريع التي كانت مؤجلة منذ زمن. وعليه سيكون للمرأة دور في المشاركة الفاعلة في الأندية الأدبية أو الجمعيات الثقافية رغمًا عن الإدارات الذكورية التي انتهى زمنها بصدور أمر ملك الحزم سلمان - حفظه الله.
* لا نرى لأعمالك حضورًا على أرفف المكتبات.. هل توقفت الدور عن إعادة طبعها أم أنها لم تُفسح في المملكة؟
كتبي تكون في أيام المعارض فقط، ويوجد لي كتاب «ترانيم إلى فاطمة العمري» متوفر في مكتبة جرير، علمًا بأن جميع كتبي لديها فسح من وزارة الثقافة والإعلام لدينا.
* حدثينا عن تجربتك في الإذاعة ببرنامج «همسات قصصية» والذي استمر لعامين - أعوام؟
قدمت من خلاله أربع دورات إذاعية واستضفت أيضًا أكثر من ستين قاصاً وقاصة من المملكة ودول الخليج والوطن العربي، وكان نقطة تحول بالنسبة لي ومحطة ثراء إبداعي، حيث عرفني على المشهد الثقافي ومد لي جسور تواصل مع زملاء وزميلات في المجال ذاته.
* ماذا عن تجربتك في الصحافة كونك من أوائل اللواتي عملن في التحرير بصفحة «أدب مترجم» في صحيفة الجزيرة آنذاك؟
أنا أول كاتبة ولكن سبقني الذكور في ذلك. كانت تجربة جميلة ومرهقة لأن إعداد مادة مترجمة ليس بالأمر السهل، ولعلي استفدت من ذلك في كونها تدريباً لي على الترجمة الأدبية، وأوقفتها لأني لن أعدها بلا مقابل مادي.
* تجربتك في الشعر هل هي محاولات هاوية خاصة بعد عملك «ملامح صغيرة» أم أن هنالك أعمالاً شعرية قادمة؟
في القادم أعمال شعرية، وأنا شاعرة حتى في سردي.
* سيعقد في ديسمبر المقبل معرض الكتاب الدولي بجدة.. هل سيكون لأعمالك حضور، وسيكون لك نصيب في توقيعها لجمهورك في المنصات المخصصة لذلك؟
كتبي في دور النشر التي طبعتها، فإذا شاركت الدور في المعرض ستكون كتبي هناك، بالنسبة لتوقيعها؛ لا أعتقد ذلك لأن آخر كتاب صدر لي منذ عامين ومنصات التوقيع للإصدارات الجديدة.
* ختامًا.. ما أهم نصيحة برأيك ينبغي على كل مترجم عدم الإغفال عنها؟
الترجمة يوميًا.