أحمد بن عبدالرحمن الجبير
أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بأن محاسبة الفساد لن تتوقف عند أحد يثبت أن له علاقة بالفساد كائنًا من كان، كانت تلك الكلمات قوية ومزلزلة، غير أن الفاسدين، حاولوا وضع العصى في دواليب الخطط والإستراتيجيات، لإعاقة أي تقدم وللبقاء في دائرة الفساد.
كان يثيرهم أي توجه حقيقي للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وكانوا يحاولون أن يكون لذلك آثار سلبية في التطبيق، كي يتم وأد التجربة، وإفشالها كبقية التجارب، غير أنهم لم يدركوا قوة هذا الفارس الذي واجههم بقوة ومعه مؤسسات الدولة الأمنية وبقية المؤسسات، حيث حظيت هذه الإجراءات بدعم شعبي غير مسبوق، وخصوصًا أن هذه الإجراءات ليست انتقامية أو اختيارية، بل هي ملفات فتحت لجميع القطاعات المالية والاقتصادية الرسمية والأهلية.
الملك سلمان وولي عهده يعلنان الحرب على الفساد ويطبقان الأنظمة والقوانين على كل من تطاول على المال العام أو اختلسه أو استغل سلطاته لمصالحه الخاصة، حيث صدرت الأوامر الملكية بتشكيل لجنة عليا برئاسة سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان لمكافحة الفساد، وحصر المخالفات والجرائم في قضايا الفساد، وتولى التحقيق، والقبض والمنع من السفر، وكشف الحسابات، والمحافظ الاستثمارية وتجميدها.
لقد جاءت القرارات الملكية بتغيير بعض المناصب، والمحافظة على البيئة الاستثمارية بالمملكة، وتطبيق الأنظمة بحزم على كل من استغل نفوذه للتعدي على المال العام ونهبه، ولم يحافظ عليه، وأساء استغلال سلطته ونفوذه لمصالحه الخاصة، حيث كان البعض يستغل ثقة الدولة، ويقوم بإدارة محافظه الخاصة داخل المؤسسات التي يعملون بها، ويوظفون على حساب الدولة موظفين برواتب عالية لخدمة مصالحهم الشخصية.
وهو ما يعزز ثقة المتعاملين في بيئة الأعمال التجارية والاستثمارية بالمملكة، ويحقق التنافس العادل بين المستثمرين، ويركز على العدالة والمساواة وحماية حقوق الأفراد والجهات الأخرى ويسهم في تعجيل برامج التحول الاقتصادي 2020م، وتحقيق الرؤية السعودية 2030م التي يقودها سمو ولي العهد الأمين بكل اقتدار، وعلى الفاسدين أن يخافوا صولة الأسد، الذين أرادوا تحطيم إرادتك فحطمت أحلامهم.
ونحن نؤيد قرارات ملك الحزم والعزم ونثمن عاليًا الدور الوطني والكبير لسمو ولي عهده الأمين وننتظر تنظيف بلادنا من مافيات سرقه المال العام وغسيل الأموال، ومن يعبث بالاقتصاد الوطني ووضعهم على قائمة «البلاك ليست» لحين ثبوت تورطهم أو براءتهم، وما كان لرؤية السعودية 2030م أن تمضي قدمًا دون القضاء على رموز الفساد، الذين تشدقوا بالمواطنة والمال العام والاستثمار، ومارسوا حربًا داخلية عليه، واقتطعوا لأنفسهم حقوقًا ليست لهم.
فنحن يا سمو الأمير انتظرناك طويلاً لأن ليس لديك مقربون أو أصدقاء يمكن ألا يطالهم السؤال أو العقاب فسر على بركة الله في عهد ملك الحزم والعزم فأنت يا سمو الأمير الشبل من ذاك الأسد، وأنت من قال: «لن ينجو كائنًا من كان دخل في قضية فساد» فحياك ألف يا رجل المهمات الصعبة، وشكرًا يا سلمان الحزم وملك العزم، فأوامرك العظيمة أسعدت شعبك حيث اطمأن على مستقبله رعاك الله، وسدد على طريق الخير والعدل خطاك.