خالد الربيعان
«سيارة - وظيفة - زواج - بيت»!! هذه هي الإجابة التي ستحصل عليها إذا سألت أغلب الشباب الخريجين أو الذين هم بسنوات ما قبل التخرج: عما يحلم ! أو ما هو في مخيلته عن مستقبله ! فقط ! هذا هو منتهاهم عنده ! هدف حياته هو ما يحصل عليه ! مكان معيشة وزوجة !
نادراً ونادراً جداً ما تجد أحدهم عنده حماسة لفعل شيء غريب ومميز عما اعتاد الناس رؤيته ! هذه «النار» التي كانت بصدر بعض الناس القليلين: مثل ستيف جوبز الذي كان يمشي في كليته ذاهلاً وفي عمله البسيط كموظف حافياً !! لا يكترث لأي شيء ! لا يأكل إلا الجزر ! لا ينام إلا قليلاً رغم احتياجه للنوم ! إلا أن عنده شيء يريد أن يخرج ! يريد أن يكسر العالم لقطع صغيرة لكن يرى طاقته تلك تخرج ! ذلك التعطش لفعل شيء مبدع ويكون حديث من حوله !
هذه الإشكالية بالذات هي ما تمنع أن نرى شاب من «ربعنا» يكون صاحب مؤسسة في فرع من فروع التسويق الرياضي ! وسردت قصصاً كثيرة جداً عن الشاب الذي بدأ من محل يبيع التيشرتات حتى أصبح صاحب شركة لاكوست ! وعن فيل نايت الذي كان يبيع الأحذية المقلدة في صندوق السيارة حتى أصبح صاحب شركة نايكي ! وعن أدي داسلر الذي كان يصلح الأحذية في مطبخ منزلهم ليؤسس أديداس ! وأخوه رودلف الذي غار منه غيرة حميدة ! فأسس شركة بوما !!
الدافع لكلامي هذا هو ما رأيته من قمصان كأس العالم الجديدة التي طرحتها الشركات الكبيرة والتي اعتبرها شيئا يضرب به المثل في قلة الإبداع وعدم وجود جديد ! تقليد قمصان الثمانينات والتسعينات ! وبطريقة أقبح ! ما هذا ؟!
على الجانب الآخر تدخل على متاجر مثل أمازون وعلي بابا الصيني لتجد عشرات الشركات أصحابها محليون آسيويون مجهولون ! مصانع تستطيع وأنت جالس على مقعدك تصميم أي قميص بأي ألوان وخطوط وأشكال ، ووضع الشعار الذي تريده ! وتراسلهم ليصنعوه لك بأي كمية !
الأمر إذن سهل يا قوم ! فلماذا لا نجد واحداً منا مثل هؤلاء ! ليس في مجال صناعة القمصان أو المستلزمات ولكن في أي صناعة من صناعات القطاع الرياضي ! موقع صغير يكون فيما بعد صحيفة إلكترونية رياضية ، حساب على تويتر يقوم بالتحليلات والإحصائيات المالية لدورينا للمحترفين ! شركة بسيطة للوكالة الرياضية ، تأسيس نادٍ صغير وأخذه رويداً إلى دوري المحترفين ! (ليس صعبا) في مصر شباب فعلوها بتأسيس نادٍ اسمه FC MASR ! في 2009 كان يلعب في آخر درجة ! و الآن هو في الدرجة الثانية ، قبل الممتاز بخطوة !
شئ آخر هو عدم الرغبة في بذل المجهود أو الكسل أو إرادة الشيء جاهز ! أحد الشباب تجده بائع فصفص وآخر بائع خضار الذي قال بالنص على تويتر إنه يشتري الخضار من ورقيات و«طماط» من السوق المركزي ويبيعها على بسطة ، وأصبح الآن عنده بيت وسيارة أو في مدة قصيرة ليقضي باقي حياته في تكبير حلمه وأعماله مثل أخينا بائع الفصفص الذي يملك أكبر الشركات المتخصصة، ردود كثيرة جداً لم تسأله كيف فعلها ! بل شككت في كلامه أصلاً ! يقولون هل المناظر التي نراها على الطرق الدائرية تقنعنا أن هؤلا الشباب تكسب في اليوم من 500 لـ 1500 ريال ؟! .. استعداد مسبق للفشل !
موانع!
في النهاية أقول إن المانع الأساسي لنرى قصصا عظيمة لرواد الأعمال في قطاع الاقتصاد الرياضي هي «موانع فكرية وتربوية «في الأساس ، فإذا كانت الحجة السكان عندنا الصين واليابان ، ولو كانت الأجانب فعندك الأمريكان ، ولو كانت الحرب نفسها فهناك ألمانيا ! .. الموانع في الرؤوس ..وليست في الظروف !