فهد بن جليد
ما زلتُ مؤمناً بضرورة إدراج مناهج دراسية جديدة في مدارسنا لتعليم الطلاب كيفية التعامل الصحيح والتعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي بأمان -طالبتُ هنا في أكثر من مقال وزارة التعليم القيام بذلك- والتفكير في هذه الخطوة كخيار استراتيجي وضرورة مُلحة، إذ لا يمكن حماية هؤلاء المستخدمين في كل الأوقات من خطر هذه الوسائل، ولكن يمكن بسهولة السيطرة على الأمر من خلال تثقيفهم وتعليمهم مهارات التصرف بمسؤولية على الإنترنت، وملاحقة التطور الهائل في الاستخدام، وسط انخفاض مستوى الرقابة أو الأمان على المنصة والمحتوى معاً. علينا استشعار حجم الحرب القذرة التي تدار عبر وسائل التواصل الاجتماعي من إيران وأذنابها وغيرهم من الأعداء، لاستهداف النشء السعودي والتأثير على تفكيرهم، بتمرير أخبار مكذوبة وإشاعات مغرضة.. إلخ، مما يتطلب زيادة الجرعة التوعوية بشكل منظم عبر المدارس والمناهج التعليمية تحديداً, حتى نضمن أن كل طالب في التعليم أصبح على دراية وقدرة كافية للتمييز بين الإرجاف والحقيقة فيما يراه ويعيشه في العالم الافتراضي.
في المجتمع السعودي نتطلع ونترقب لدور مهم وكبير جداً يلعبه اتحاد الأمن الإلكتروني برئاسة معالي المستشار في الديوان الملكي الأستاذ القدير سعود القحطاني -قائد المرابطين والمجاهدين على جبهات التواصل الاجتماعي- للدفاع عن حياض الوطن ورموزه، والذي اكتسب خبرة وشهرة واسعة مستحقة، منحته ثقة كبيرة بين أوساط السعوديين كباراً وصغاراً، كامتداد طبيعي لثقة ولاة الأمر به, وإن لم تتضح بعد الأدوار المتوقعة من اتحاد الأمن الإلكتروني، إلا أنه في نهاية الأمر تحرك صائب من رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ، يصبُّ في خانة حماية الوطن وأمنه الإلكتروني.
كل الدول والثقافات تسعى لحماية أبنائها من أي خطر تشكله وسائل التواصل الاجتماعي عليهم بأي صورة كانت، في المجتمعات الغربية أكثر من موقف تحدثتُ عنه سابقاً، إلا أنّ أحدث ما يمكن قوله هنا هو المعركة الدائرة هذا الأسبوع بين تطبيق (واتساب) والجهات المعنية بإندونيسيا التي هددت بحظر استخدام التطبيق أمام أكبر بلد مسلم -من حيث عدد السكان- اعتراضاً على محتوى مخل بالآداب يُروَّج له في شكل صور متحركة (جي.آي. إف) توفرها رسائل الواتس، وزارة الاتصالات ونظم المعلومات هناك أمهلت فيسبوك الشركة الأم للواتساب 48 ساعة فقط لحذف المحتوى قبل إيقاف التطبيق.
إن لم تتعامل بحذر وقوة وذكاء مع هذه التطبيقات، فستفقد هويتك مع أول معركة خاسرة تخوضها, والتعليم
-برأيي- أهم ركائز الحماية التي يجب تفعيلها لإحداث الفارق.
وعلى دروب الخير نلتقي.