في محاضرة قيمة استضافتها اثنينية الذييب بمنزل رجل الأعمال الأستاذ حمود الذييب، قدم الأستاذ عبدالله الأحمد، مدير إدارة الترميم والتعقيم بمكتبة الملك فهد، شرحاً تفصيلياً حول عمليات الترميم التي تقوم بها المكتبة للمخطوطات الأثرية ضمن مجهودات المحافظة على التراث الثقافي للمملكة.
في بداية الأمسية تحدث الأستاذ عبدالله عن دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في دعم وتطوير مشروع ترميم المخطوطات وأمهات الكتب الأصيلة والوثائق التاريخية والعناية بها دورياً لإطالة عمرها في خدمة البحث العلمي، وإعادة تأهيل المخطوطات بطباعتها على صورة كتب يمكن تداولها بسهولة وأمان بين طلاب العلم وهواة القراءة التاريخية.
وتحدث الأحمد في شرحه التفصيلي، عن مراحل عملية ترميم المخطوطات، مبيناً أن أولى عمليات الترميم في العالم العربي بدأت في مصر 1395 هـ، حيث كانت ترمم المخطوطات بإدخال خيط حرير داخل أجزاء المخطوطة بهدف الحفاظ عليها وإطالة عمرها. كما بين أن أهم المشكلات التي قد تصيب المخطوطات والتي منها الرطوبة، والحشرات مثل النمل الأبيض الذي يترك فطريات تؤثر على الورق وتتلف محتواه.
وبين الأحمد، أن أغلب المخطوطات كانت تكتب بالحبر الكربوني المصنوع من الفحم، ومن عيوبه أنه يتأثر بالرطوبة والإضاءة، ولذلك يصعب الحفاظ على هذا النوع من المخطوطات. هناك أيضاً ما يسمى بالحبر الحديدي وهو أفضل من النوع السابق ويتخلص من العيوب في النوع السابق.
أما مراحل الترميم للمخطوطات، فتبدأ بعملية التعقيم، حيث يقوم قسم الترميم في مكتبة الملك فهد بإدخال المخطوطة في جهاز تبريد، حيث تصل برودته إلى درجة 40 تحت الصفر. وقد تم ابتكار هذا الجهاز بالمملكة وتم اعتماده كطريقة من طرق التعقيم. بعد ذلك يقوم القائمون على قسم الترميم بنقل المخطوطة لجهاز التنظيف والفلترة من الأتربة والعوالق ومن ثم المعالجة الكيميائية وقياس درجة الحموضة في الورق لتتم معالجته بالمواد المناسبة. بعد ذلك تتم دراسة أنواع الألياف التي يتكون منها ورق المخطوطة لإدخال نوع الألياف المناسبة للترميم.
وأجاب الأستاذ عبدالله الأحمد، على عدد من أسئلة الحضور كان أهمها قيمة المخطوطات التي يتم ترميمها، مبيناً أن المخطوطات تبلغ قيمتها بقيمة محتواها والتي قد تصل إلى ملايين الريالات.
من ناحية أخرى أفاد الأحمد، أن قسم الترميم في مكتبة الملك فهد يستقبل المخطوطات من الأفراد المواطنين، حيث يقوم القسم بترميم المخطوطة بأجر رمزي يعدل تكلفة المواد المستخدمة في الترميم فقط. وأضاف: «هناك مخطوطات يستقبلها القسم من خارج المملكة للترميم وإعادة إرسالها مرة أخرى».
وفي سؤال عن الاحتفاظ بالمخطوطات أو نسخها قبل إعادتها لأصحابها، أكد الأحمد أن عملية الترميم للمخطوطات هي عملية للحفاظ على الإرث الإنساني، ولذلك فإن من الأمانة العلمية والإنسانية أن تعاد المخطوطات بعد ترميمها إلى أصحابها مرة أخرى حتى من دون أخذ نسخة منها أو تصويرها. في نهاية اللقاء سلم الأستاذ حمود الذييب درع الاثنينية للأستاذ عبدالله الأحمد مقدماً شكره له على المحاضرة القيمة التي أستفاد منها الجميع.