مها محمد الشريف
منذ فترة زمنية طويلة، السعودية تدعم اليمن اقتصادياً وسياسياً، وتستقبل الكثير من الشعب اليمني للعمل في شتى المجالات، وتعزز باستمرار العلاقات الأخوية لهذه الدولة العربية، رغم انقلاب الخائن علي عبدالله صالح الذي باع وطنه وشعبه وجارته الكبرى السعودية لإيران وعصاباتها من الحوثيين.
المشكلة الرئيسة في هذا الملف غرق الحوثي في بحر إيران بناءً على تصعيد إرهابي يستهدف المملكة العربية السعودية، في حين أن العديد من الأدلة تدين توجههم وتخبطهم العشوائي؛ تارة بإطلاقهم صواريخ باليستية هدفها المدن والأحياء السكنية، وتارة أخرى المدن المقدسة؛ وتارة ثالثة يستهدفون الرياض العاصمة وجنوب المملكة.
تستطيع المملكة إشعال النار في كومة القش التي تقدمها إيران عبر اليمن، ولكنها تحافظ على السلوك البشري الذي يعتني بمصلحة اليمن وشعبها، فالعقل حجة العاقل وسياسة الحكيم، وبهذه التبعات المزعجة ستنتقل المملكة من مرحلة التحضير إلى مرحلة أخرى أكثر شدة وقوة إذا استمر هذا العبث الذي أدانته دول الخليج العربي والدول العربية والصديقة، وأدانته كذلك منظمة التعاون الإسلامي، بإطلاق ميليشيات الحوثي في اليمن صاروخا باليستيا استهدف العاصمة السعودية.
إذاً، ما الدور الذي ينبغي اتخاذه بعد بيانات الإدانة من الدول ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي، وتضامن البرلمان العربي مع المملكة العربية السعودية، ودعمه التام لما تقوم به من إجراءات وتدابير لحفظ أمنها واستقرارها، ماذا بعد؟ هل الاستنكار والاعتراض كافيان على عمل هو في مجمله تحدٍّ واضح وصريح للقرارات الدولية وتهديد لأمن السعودية والأمن الإقليمي والدولي، وإطلاق الصواريخ الباليستية المحظورة دولياً باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان الذي «يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني».
لذا، يجب على إيران أن تعطي قدراً أكبر من الأهمية للخطوة المقبلة، ليس فقط بالتوقف عن إرسال الكلاب الشرسة التي تنبح من مسافات بعيدة، فمن المؤكد أن يتم القضاء عليها عند البوابات، ولهذا الغرض، فإن الحرب لن تتوقف إلا بإيقاف هذا النظام الدموي الإرهابي الذي يسعى إلى هلاك اليمن بكامل قوته، لأن لديهم شغفاً بخسائر الدول العربية والرقص على جثث الموتى.
أولئك القتلة لا سبيل لإيقافهم إلا بتدميرهم بجيش أكثر خطورة وأشد بأساً، فمهما قالوا وأدانوا لن يعيدوا إلينا أرواح شهدائنا، وكما قيل قديماً «إن النصر الكامل عادة ما ينهي الحرب»، لا شيء يمكن في هذه الحرب أن يكون محاولات يائسة تستفز الدولة والشعب من هشيم يشتعل بعود ثقاب، الحرب هي الحرب، وعطفاً على ما قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً استهدف العاصمة السعودية الرياض، يبرهن على وجود خطر من انتشار الصواريخ الباليستية على نطاق أوسع في المنطقة، وإن «فرنسا تدين بشدة الهجوم الذي شن بصاروخ باليستي الذي أعلن المتمردون الحوثيون عن إطلاقه».
ويتبقى أن تغلق المساحة الفارغة التي تمثل العاطفة في مجمل الأمور العظام، وإيقاف منح الفرص لعدو تستعبده طهران لتنفيذ أطماعها وحقدها تجاه المملكة، وجاء قرار قيادة قوات التحالف الإغلاق المؤقت للمنافذ اليمنية كافة الجوية والبحرية والبرية، لسد المنافذ التي تهرب منها الصواريخ والأسلحة، مع مراعاة استمرار دخول وخروج طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية وفق إجراءات قيادة قوات التحالف المحدثة، وتأكيد حق المملكة الشرعي في الذود عن أراضيها وشعبها، وفق ما نصت عليه المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة.