د. عبدالرحمن الشلاش
مساء يوم السبت أو ليلة الأحد 4نوفمبر كان حدثا تاريخيا غير متوقع من قطاع عريض من الشعب السعودي النبيل. جرأة الأوامر والقرارات أو نوعية من أطيح بهم أو تشكيل اللجنة العليا لمكافحة الفساد أحداث كبيرة في ليلة واحدة. هل هرمنا بانتظار هذه اللحظة التاريخية غير المسبوقة. السعادة التي بدت على محيا الشارع السعودي فاقت الوصف. الكل مبتهج فما أجمل أن يعود الأمر إلى نصابه، وتحفظ مقدرات الوطن من السرقة والهدر، وليس أروع من تهاوي صناديد الفساد الواحد وراء الآخر بحسام الدولة القوية.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعلن أكثر من مرة أن من له حق فليتقدم حتى ولو كان عليه شخصيا أو أي من أفراد الأسرة الحاكمة، وأكد هذا الأمر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأن مكافحة الفساد لن تستثني وزيرا أو أميرا وقال سأبدأ بنفسي في إشارة صريحة واضحة أن تسونامي محاربة الفساد قد تحرك بقوة هائلة ولن يتوقف إلا بعد أن يطيح بكل مفسد.
الدولة تدرك أن قطار التنمية لا يمكن أن يسير بصورة مثالية بوجود الفساد الذي ينخر كالسوس في كل شيء. في أوقات مضت غابت النزاهة لدى بعض المسئولين في ظل غياب الرقابة والمتابعة فغابت ضمائرهم في إجازة طويلة. لم يكن الفساد ليستشري في المستويات التنفيذية والدنيا لولا وجود من يرعاه ويبيحه في المستويات القيادية، ومن يشجع عليه سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.
لدى الصغار سيكون الفساد أقل وفي مجال أضيق، قد يكون في غيابات عن الدوام أو تأخرات أو قبض مبالغ خارج الدوام أو الانتدابات دون حضور، وقد يمتد ليشمل قبض أموال من رشاوى، أو هبات دون وجه حق. لدى الرؤوس الكبيرة يأخذ الفساد منحنى بالغ الضرر بالمال العام مثل غسيل الأموال والسرقة من أموال المشاريع الكبيرة والسمسرة في الصفقات، واستحداث الوظائف الوهمية وقبض أموالها. لنتخيل حجم الضرر في ميزانيات الدولة على مدى سنوات ربما أرقام لا يمكن تصورها.
4 نوفمبر 2017 تاريخ لن ينساه السعوديون حيث يمثل نقطة تحول كبرى في تاريخ المملكة العربية السعودية. يوم الإطاحة بالرؤوس الكبرى للفساد، وبأسماء لها وزنها، وأسماء قد يعلن عنها في الأيام القادمة. الإطاحة بأسماء كبيرة أدخلت الرعب في قلب كل من في بطنه شيء، والبداية القوية مؤشر على النجاح بإذن الله تعالى.