«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
اعتادت العديد من الدول الخليجية وحتى العربية هذه الأيام البدء في انطلاقة (ظاهرة المخيمات) أو التخييم في مناطق البر وحتى بجوار الشواطئ نظراً لتحسّن الطقس والأجواء مع بداية الأجواء الخريفية وقدوم فصل الشتاء وعادة في المناطق التي اشتهرت ومنذ القِدم في المملكة والخليج بكونها مناطق وأماكن مناسبة للمخيمات وخيام التخييم، حيث تدبّ فيها الحياة ويتم قبل قدوم عشاق التخييم تجهيز المخيمات الجماعية أو حتى الخاصة بالأسر والعائلات؛ لذلك يبدأ مبكراً الاستعداد لظاهرة «التخييم» والتي عادة ما تكون ملاذاً محبباً للمئات من عشاق البر من العائلات والأفراد خصوصاً الشباب هروباً من الروتين وطلباً في التغيير والاستمتاع بأجواء فيها رحابة واتساع المكان وتبعدهم عن المدن ومبانيها الأسمنتية التي تشعرهم بالاختناق.. وعصر الخميس الماضي التقيت بالصدفة في إحدى محطات البنزين بالمبرز أحد المعارف وهو برفقة أفراد أسرته ويسحب خلف سيارته عربة محمَّلة بأدوات ومعدات وخيام التخييم وعندما سألته عن إلى أين العزم؟ قال سعيداً: إننا بصدد التخييم بجوار شاطئ سلوى فهناك الشاطئ عذري ورواده قلة وكما يُقال لم يكتشف بعد . والجو كما ترى لطيف ومشجع على التوجه مع أفراد (القبيلة الصغيرة) إلى هناك. فتمنيت له تخييماً ممتعاً. والتخييم في العقود الأخيرة تضاعف الإقبال عليه، بل هناك من الميسورين من يستأجر مخيماً كبيراً يجمع فيه جميع أسر العائلة ولعدة أيام خصوصاً خلال إجازة الربيع أو العطلات وكان بعضهم لا يبخلوا عن توفير كل ما من شأنه يساعد على نشر المتعة والترفيه البريء مع إتاحة الفرصة للجميع لممارسة هواياتهم التي يعشقونها سواء أكانت ألعاباً خفيفة وتقليدية كلعب الورق والكيرم أو ركوب الدراجات واستعراض مهاراتهم في قيادتها أو حتى ممارسة لعبة كرة القدم أو الطائرة. كذلك تشهد بعض المخيمات الكبيرة نوعاً من البرامج الترفيهية والثقافية، حيث تجتمع نساء وفتيات المخيم «التخييم» في تنتظيم مسابقات في المعلومات أو تقديم طبق بسيط ومميز يعتمد على ما يتوفر في عزبة المخيم . وفكرة الطبق تعتمد على أشياء غير متوقّعة. وأذكر أن إحدى قريباتي وكانت من ضمن المشاركات في مسابقة من هذا النوع أخبرتني يومها بفوز فتاة عليهن استطاعت أن تعد من الطحين المتوفر في المخيم وبعض الأشياء البسيطة «خبز الرمل والجمر» وهو من أقدم أنواع الخبز المعروفة في المملكة والخليج وحتىبادية الشام والعراق والعديد من الدول العربية. الجدير بالذكر أن خبز الملة يتمّ إعداده في الرمال والمكوّنات التي أعدت منها الفتاة خبزتها الفائزة ثلاثة أكواب من الطحين الأبيض. ثلاثة أكواب من الطحين الأسمر (القمح). رشّة صغيرة من الملح. بيضة واحدة. نصف كوب من الزيت النباتيّ. ثلاث ملاعق كبيرة من بودرة الحليب. ملعقة كبيرة من الخميرة الفوريّة المذابة في الماء الدافئ مع ملعقة صغيرة من السكّر. ملعقة كبيرة من حبّة البركة. ملعقة كبيرة من الشومر. ملعقة كبيرة من الهيل المطحون. كوبان من الماء الدافئ. طريقة التحضير نقوم بوضع الطحين الأبيض والأسمر في وعاء واسع وعميق ثمّ نُضيف رشّة الملح والحليب البودرة ونقلّبهم. نُضيف البيضة والزيت النباتيّ ونبدأ بالعجن ثمّ نضيف الخميرة المذوّبة. نُضيف حبّة البركة، والهيل وليس بالضرورة وضع كل هذه المطيبات فعادة يكتفى بالمتوفر وبعد إضافة الماء الدافئ بالتدريج لأنّه يمكن أن لا نحتاج إلى كميّة الماء كلّها ويعود ذلك إلى نوع الطحين، ونتابع عمليّة العجن حتّى نحصل على عجينة متماسكة وناعمة وتترك العجينة جانباً لكي ترتاح وتختمر لمدّة ساعة تقريباً في مكان دافئ. وبعدها تقسم على أشكال. نتابع عمليّة العجن حتّى نحصل على عجينة متماسكة وناعمة ولكنّها غير ليّنة كثيراً. نترك العجينة جانباً لكي ترتاح وتختمر لمدّة ساعة تقريباً في مكان دافئ. بعدها تمم عملية إشعال النار في الرمال الصحراوية النظيفة وعندما يصبح الرمل حاراً جداً نقوم بتقسيم العجين على شكل دوائر متوسطة الحجم ونبدأ في فردها «رقها» على صورة أقراص دائرية ثم نقوم بعدها بوضع الأقراص على الجمر والرمال الساخنة. ثم نأخذ من الجمر كمية توضع على الأرغفة. وبعد جفافه نبدأ في وضع الرمل من الأعلى وهكذا ونضع بعد ذلك الجمر مرة أخرى ويبقى كذلك لمدّة من عشرين إلى 25 دقيقة تقريباً. ثم نرفع رغيف الخبز أو الأرغفة حسب ما قمنا به. ويكون الخبز جاهزاً للأكل ثم نتخلص من الرمل الذي التصق به. ويتم تناوله بعد ذلك بإضافة السمن البري أو الزبدة أو حتى زبدة الفول السوداني أو العسل. وهناك من يتناوله مع الشكشوكة أو حتى اللحم المقلقل أو الكبدة. أو المشويات الأخرى.. وفي المغرب العربي يقومون بتقطيعه وتناوله خليطاً مع المرق. وهناك من يقوم وخلال العجينة بحشوه باللحم والخضار ... إلخ ..