حسن اليمني
صناعة الفرد المنتج وتجريم الفساد من الأسس الأساسية للنهوض، تجريم الفساد خدم الصين لترقى إلى مصاف الدول الاقتصادية الأولى، وصناعة الفرد المنتج جعلت اليابان آلة عمل وإنتاج .
ليلة الخامس من شهر نوفمبر لعام 2017م لم تكن ليلة كسائر الليالي في المملكة العربية السعودية، حين أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره الملكي بتكوين لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحصر بؤر الفساد والقضاء عليها، فتنفست السماء وزغردت النجوم في وطن الثروات الطبيعية الغنية حين أتيح السبيل لصناعة الفرد السعودي المنتج بسحق العراقيل وإزاحتها عن مسار النهضة المتوهجة اللامعة في عين ابن سلمان، ابن سلمان حفيد بن سعود (هكذا كان يطلق على الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله) وكأن العظمة بوضوحها أمضى وأدق في التعريف من التضخيم البلاغي الذي يستعار لخلق الهالة عوضا عن الفعل المهول حقا.
كان لابد لمرحلة التغير من الدولة الريعية إلى الدولة المنتجة أن يسفه الطفيلين وضعاف النفوس بالقضاء على فرص أو عشش الدبابير وتطهير المناخ النهضوي من روائحها الكريهة كي يدرك المواطن الفرد أن الحياة عبادة وأن العبادة إعمار الحياة، لا مكان بعد اليوم للتطفل وشحذ الكرامات على حساب الوطن، لا مكان بعد اليوم للأنظمة والضوابط النائمة، لا مكان بعد اليوم (للتذاكي) بغباء وكسل على عطف ورحمة القلوب المحبة للوطن، بقدر جهدك تنال وبقدر طموحك تجد الرعاية والحماية وبقدر عمق وسعة وعيك وفكرك تحصل على الحياة الكريمة، ابن سلمان يعدك أيها المواطن السعودي الأبي أن يطهر لك مناخ العمل والإنتاج من كل جراثيم الفساد بقوة وصلابة لكنه لن يحرك يديك ورجليك نيابة عنك لتبني مستقبلك فهذا من مهام عقلك وفكرك .
حين انطلقت الرؤية النهضوية وخارطة التحول توقف البعض ينظر في الأفق مترددا ومرتبكا في هالة التفاؤل التي تدغدغ الجوانح التواقة للتخلص من حالة التفخيم الممجوج المتكرر لمشاريع براقة لا يلبث الزمن أن يجعلها نسيا منسيا، فلقد كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله أشد الحريصين والطموحين لنقل الوطن من حالة التواكل على ثروات ناضبة إلى ثروة العقول البشرية المستديمة لكن المدن الاقتصادية والمالية والثقافية والصناعية التي خصص لها المبالغ الطائلة لم تظهر حتى الآن بفعل تغلغل مخالب الفساد الذي سعى رحمه الله بكل جهده للقضاء عليه ولكن .
ليلة الخامس من نوفمبر لعام 2017م جعلت الرؤية الطموحة وخارطة التحول واقعا متحركا يجب كل تردد وتشكك وتحطم حصون التشاؤم في عقول ووعي ووجدان السعوديين اليوم، الأمر جد وشبيه الجد يؤسس قواعد الوطن الحضاري المنتج مثلما أسس الجد وطن الأمن والسلام، لم تتوفر للصين ماتوفر لنا من ثروات فعلام تأخرنا ولم يكن المواطن الياباني مؤمنا بعمارة الأرض مثلما يؤمن المواطن السعودي العربي المسلم فلماذا تخلفنا، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد يصحح مسار التاريخ لنا.