غسان محمد علوان
انتهت الجولة التاسعة من الدوري السعودي للمحترفين بتعادل المتصدرين الأهلي والهلال مع الفيحاء والشباب، مضيعين فرصة فك الاشتباك النقطي الذي يجمعهما قبل توقف الدوري بسبب أيام «الفيفا». فعلى الرغم من تبقي مباراة مؤجلة للهلال، فقد حضر التعادل الأهلاوي كفرصة سانحة للتقدم بنقطتين واقعاً، أو خمس نقاط فرضاً. لكن التشكيل الذي دخل به (الباشا) رامون دياز بإراحة عدد كبير من الدوليين أفقد الهلال فرصة خطف النقاط الكاملة أمام الشباب الذي لم يجد ذاته بعد. قد نجد للأرجنتيني العذر لعدم الارتياح الكامل لما قد يقوم به مواطنه في المنتخب بلاعبي الهلال. فعلى الرغم من التصريحات التي تصدر من المنتخب أو متحدثيه بالوقوف مع الهلال كممثّل للوطن في نهائي القارة، إلا أن لاعبي الهلال لم يتم الاستغناء عنهم في هذا المعسكر، ولم يتم التصريح (رسمياً) عن نوعية هذه المساندة (الفعلية) لتكمل المساندة (المعنوية) التي شهدناها.
في المقابل ظهرت أصوات أخرى منتقدة لإراحة الدوليين لعدة أسباب. أولها، أن فرصة الابتعاد بالصدارة هو تمثيل حقيقي لتصريح رئيس النادي ومدربه وحتى لاعبيه أن الهلال لا يقدّم بطولة على أخرى، ويسعى لتحقيقها جميعاً. ثاني الأسباب كان، أنه وبعد الأداء المبهر الذي قدّمه الهلال أمام النصر في الديربي، أتى الديربي الآخر أمام الشباب كفرصة ذهبية لمحاولة حل مشكلة عدم استغلال الفرص أمام المرمى، والتي لن يتساهل معها لقاءي النهائي الآسيوي على الإطلاق، فلكل فرصة تهديفية وزنها، ولكل هدف قيمته في تحقيق اللقب القاري. ثالث هذه المخاوف كان، استمرار إشراك ماتياس بريتوس في التشكيل الاحتياطي على الرغم من وجود عمر خربين في دكة البدلاء (والذي لا يرتبط بأي استحقاق مع منتخب بلاده)، وإخراج المستدعى حديثاً للمنتخب السعودي (مختار فلاتة) من قائمة اللقاء تماماً حتى بغياب الدوليين وعدم مشاركته بأي لقاء سابق. فالهلاليون وكل من تهمه مصلحة الهلال في النهائي، لا يريدون أن يتخيلوا أي سيناريو (ولو لدقائق معدودة) يتضمن مشاركة بريتوس. فاللاعب الذي لم يقنع أحداً، ولا حتى رئيس ناديه، يمثّل حالة استثنائية في محترفي الهلال والدوري السعودي بشكل عام من حيث عدم القدرة على الإقناع أو تقديم شيء (أي شيء) يعجز عنه شباب الهلال في مختلف الفئات السنية.
عموماً، كل الأطراف التي اختلفت بالرأي لم تجانب الصواب بالمجمل، و إن اختلفت زوايا نظرتها لكيفية تحقيق المصلحة. والأكيد أن استدعاء 11 لاعباً هلالياً في وقت انتظر الجميع من إدارة المنتخب تسجيل وقفة حقيقية باستبعادهم عن هذا المعسكر والذي يبعد عن ضربة البداية في كأس العالم بأكثر من سبعة أشهر، فضلت عدم القيام بذلك إطلاقاً والاكتفاء بالدعوات بالتوفيق لممثل الوطن قارياً.
ختاماً، ندعو من الله أن يوفّق الهلال بتحقيق دوري أبطال آسيا، وأن يظهر منتخبنا الوطني بأجمل حلة ومظهر في المحفل العالمي الكبير، فلا تعارض بين الهدفين على الإطلاق.