أبها - عبدالله الهاجري:
كان الأكثر ألمًا وحزنًا، وهو يفقد أركانه في المنطقة، كان يعيش بصيص الأمل، ويردد الدعوات والأماني، ويسأل كل من حوله «طمنوني»، كان يرغب في سماع أي معلومة تناقض الأمر المحتوم، منذ أن علم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بأمر الطائرة وهو في حالة ذهول، تمسك كثيرًا بالأمل، قوي القلب وشديد الإيمان بقضاء الله وقدره، انعكست على مظهره الخارجي، حاول أن يتماسك أمام الجميع، لكن من داخله أكثر حزنًا.
وجه سموه مساء أمس القطاعات المعنية بالوجود في الموقع للبحث ومسح المنطقة، لم يكتف بذلك فذهب بنفسه، كان يعيش الأمل، ظل في الموقع لساعات متأخرة من مساء الأحد.
«الجزيرة» تحدَّثت بعد ظهر أمس الاثنين مع سمو أمير منطقة عسير، نقلت له التعازي والمواساة، ليؤكد سموه أن هذا العزاء للجميع -رحمهم الله-، إنها فاجعة على مستوى الوطن.
ويضيف سمو أمير عسير في حديثه مع «الجزيرة»: هذا قضاء الله وقدره، علينا الإيمان بهذا، كانوا في جولة تفقدية لعدد من مراكز المنطقة، كان قدرهم وهم يتفقدون حال المواطنين وخدماتهم ومطالباتهم.
ونقل سموه العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريقين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولجميع أسر المتوفين، سائلاً الله لهم الرحمة والمغفرة.
ولم يستطع سموه إكمال المحادثة، كان الحزن واضحًا على صوته، يقول لي مواقف عديدة معهم -رحمهم الله-، إنها قاجعة.. فاجعة..