لقد تفاجأنا حينما سمعنا تلك الأوامر الملكية التي كشفت عن حالات الفساد من مجموعة من مواطني هذا الوطن المعطاء على اختلاف مراكزهم وأعمالهم مما يعني أننا سنعيش عصر الإصلاح والقضاء على الفساد لتتحقق رؤية 2030 ونقول ونحن غير شامتين لماذا يا إخوتنا الكرام تمتد أيديكم إلى ما يمس ويخص جميع أبناء الوطن وإلى هذا الحد تمتد أيديكم للحصول على ما لا يحل لكم من الأموال العامة للمواطنين أو تستقبلوا الهدايا والرشاوى لتخونوا أماناتكم وتتغاضوا عما يجب عليكم من حقوق تجاه الوطن والمواطنين والله إنه ليحزننا تصرفكم هذا وإنه ليحزننا أن تنزلو إلى تلك المنازل المحرمة عليكم وأنتم جميعكم بألف خير وخير ألم تنطقوا بالقسم أمام ولي الأمر حفظه الله وعلى مسمع من المشاهدين والسامعين حينما تسلم كل منكم حقيبة وزارته أو إدارته بأن تخلصوا في أعمالكم وتحافظوا على الأمانات التي أصبحت بعهدتكم {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} ألم تعلموا أن الوفاء بالعهود من أوجب الواجبات خاصة وأنتم أشهدتم الله على وعدكم بالوفاء فيما تعهدتم به أو تظنون أن عين الرقيب قد غابت عنكم فعين الله لم تغب؟ وحسب ما أعلمه أن أي منكم لن يستهلك دخله الحلال (الراتب) في حياته مهما بذخ بالصرف على نفسه وعلى أسرته فكيف بما استوليتم عليه بغير حق وتعلمون أن ما أخذتموه سيخلفكم عليه ورثتكم حلالا عليهم وأنتم ستتحملون إثمه لذا عليكم الرجوع إلى الله وإعلان التوبة وطلب العفو والمغفرة من الله سبحانه قال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
إخوتى الكرام : ألا تعلمون أن المال الحرام يسحت الحلال وينجسه الآن وقد وقع الفأس بالرأس فما عليكم سوى الاعتراف بواقع الأمر وإعادة ما أخذتموه بطيب خاطر والإنابة إلى الله وإعلان التوبة النصوح وطلب العفو من ولي الأمر بصفة خاصة ومن الشعب بصفة عامة والندم على ما فات والعزيمة على عدم العودة إلى مثله ورحمة الله واسعة ولكن لا تنسوا أن عذابه شديد أسال الله لكم الخلاص وقبول التوبة ومنحكم العفو ممن يملكه.
** **
- صالح العبد الرحمن التويجري