سلطان المهوس
في الخامس والعشرين من شهر «إبريل» عام 2016م أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كلمته الشهيرة: «لن ينجو أي شخص دخل بقضية فساد أيًّا كان, لن ينجو, سواء وزيرًا أو أميرًا.. أي أحد تتوافر عليه الأدلة الكافية سيحاسَب».
كانت رسالة واضحة وصريحة لكل المسؤولين بالدولة بالالتزام الصارم بمحاربة الفساد، وعدم التردد؛ فقد أعطى قائد مرحلة التغيير بتوجيهات ودعم الملك سلمان الإشارة الخضراء لوقف الفساد بجميع أنواعه..!
انتظر السعوديون طويلاً بعد تلك الكلمة الشهيرة بين مصدق ومتردد ومتشائم.. ولهم العذر؛ فلم يسبق أن عايشوا وعدًا بهذه القوة والصرامة والشدة والثقة.. ومع طول الانتظار الذي كان مدروسًا ومتأنيًا جاءت اللحظة الحاسمة التاريخية ليكون «الرابع» من نوفمبر الحالي 2017م يومًا مشهودًا لتجسيد الأقوال إلى أفعال، وأي أفعال؟.. أفعال لم يستطع أن يفعلها سوى «محمد العزم» في عهد «سلمان الحزم».
في السادس من سبتمبر 2017م دخل للمشهد الحكومي الميداني وجه جديد، يبدو مألوفًا خارجه حائزًا ثقة «مليكه»، ودعم «ولي عهده»؛ ليترأس مجلس إدارة هيئة الرياضة «المعقل الأكبر للشباب والشابات بالسعودية»، الذين يمثلون 70 % من الشعب. وبسرعة البرق خطف معالي تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ
الأضواء بقوته وثقته بنفسه والتغيير الذي أحدثه حتى أنه لم يجعل هناك فرصة لالتقاط الأنفاس ماضيًا برسم طريق مضيء للرياضة السعودية دون توقف..
يُحسب لتركي آل الشيخ أنه أول وزير ومسؤول كبير يترجم تطلعات قيادته نحو محاربة الفساد وداخل حدود مسؤولياته.. عمل ولا يزال على تنظيف كل المؤسسات التي تحت مسؤوليته بإخلاص وقوة وصرامة، وصلت حتى للمنظمات الخارجية عندما قال كلمته الشهيرة «ترانا ما بدينا» قاصدًا من حاول بحماقة لعب دور أكبر من حجمه تجاه الرياضة السعودية..!!
كل المسؤولين قريبون من دائرة القرار، ويحظون بثقة وصلاحيات، لكن المسؤول القوي الصارم هو من يستطيع أن ينطلق بثقة أولاً، خاصة عندما يكون واثقًا من عمله مراهنًا على أدائه جاعلاً ثقة قيادته همه الأول والأخير..
لقد فعلها «تركي»، وهز الكثير من الملفات المسكوت عنها، ولا يزال بالطريق ملفات؛ وهو ما يجعلنا نتساءل: كم نحتاج من «تركي» لتُنظَّف المؤسسات كافة من الفساد إن وُجد؟؟
جميل جدًّا أن يكون الواقع معينًا لك بوصفك كاتبًا صحفيًّا؛ لتهرب بعيدًا عن مشنقة النفاق للمسؤول، أو محاولة التماهي معه.. فما عمله «تركي» كان حقيقيًّا، وعلى أرض الواقع؛ ليكون المسؤول رقم واحد الذي ننتظر أن يلحقه الآخرون بكل الوزارات.
شكرًا «أبا ناصر».