عبدالله العجلان
من يتأمل القرارات الإصلاحية القوية في القطاع الرياضي بعد مجيء معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، وكذلك موقفه القوي الحازم من التجاوزات والمهاترات الإعلامية، يدرك أنّ هذه النقلة النوعية في أداء الهيئة ما كانت لتتحقق بهذه السرعة والقوة إلا لأنها تمثل في توقيتها ومضامينها نفس فكر وتوجُّه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لإعادة صياغة وصناعة دولة سعودية حديثة..
القرارات التاريخية الأخيرة أثبتت هذه الحقيقة، وأن بلدنا بقيادة سلمان الحزم ومحمد العزم، مصممة على المضي بالإصلاح ومحاربة الفساد في سائر القطاعات وملاحقة ومحاسبة كل الأسماء وبمختلف المناصب، ومثلما رأيناها في الرياضة من خلال مسؤولين في أندية واتحادات ولجان، هاهي تتجسد وتتأكد بصورة أكبر وأوضح في أمراء ووزراء ورجال أعمال في وزارات وهيئات ومؤسسات حكومية وأهلية غير رياضية، وبشفافية لافتة نحسد عليها ..
وبمثل ما قلنا فيما مضى في الرياضة: أوقفوا فوضويتكم وأعيدوا تنظيم إدارة شؤونكم وإنفاق أموالكم وطريقة تعاملك مالياً وإعلامياً، نقولها اليوم ونحن في أوج بهجتنا وسعادتنا وقمة تفاؤلنا: انتهى زمن العبث والتلاعب وبدأ عصر سلمان التجديد والتطوير، ومحمد البناء والتنمية والرؤية، وفّق الله بلادي لكل خير وحمى قادتها وشعبها وأرضها وأمنها من كل سوء ومكروه..
الطائي والجبلين.. الفرصة والحلم
منذ سنوات لم أشاهد حراكاً كروياً في منطقة حائل كما هو الآن، القطبان العريقان الطائي والجبلين، الأول يتصدر دوري الأمير فيصل بن فهد للدرجة الأولى، والآخر يتزعم فرق مجموعته بثلاثة انتصارات متتالية في الجولات الأولى من دوري الدرجة الثانية، وهذا بالطبع لم يأت من فراغ وإنما نتاج جهود إدارية ودعم شرفي وجماهيري من منسوبي ومحبي الناديين..
الجميل في الموضوع أن هنالك تنافساً غير مباشر بين الناديين على الدعم المالي والمعنوي من أعضاء شرفهما الأوفياء، أجزم أنه سيزداد كماً ونوعاً مع استمرار الانتصارات واقترابهما من تحقيق أحلام جماهيرهما بالصعود لدوري المحترفين السعودي ودوري الدرجة الأولى، والأهم من ذلك لديهما محفز أكبر وأكثر تأثيراً، وهو أن لديهما الآن منشآت نموذجية ستساهم، أو هكذا يفترض، في استقرارهما وتطوير أدائهما إدارياً وفنياً، إلى جانب إمكانية استثمارهما بطريقة تنمي وتضمن ديمومة إيراداتهما على المدى الطويل..
ما تقدم يؤكد أن الناديين يعيشان هذا الموسم حالة انتعاش وحماس غير مسبوقة، ومدعومة بكل عناصر وأدوات وعوامل التفوق والنجاح، وبالتالي هما أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر بسهولة ولا تأتي في كل موسم نتمنى الاستفادة منها بما يخدم فريقي الطائي والجبلين للخروج من أزماتهما ودوامة سباتهما، في المكان غير اللائق بهما وبتاريخهما وشعبيتهما في حائل ومناطق المملكة..