محمد بن علي الشهري
يقولون في الأمثال: (أرسل ذهين ولا توصّي).. ذلك أن نصف إنجاز المهمة -في تقديري- إنما يتمثل بداية في نوعية الشخص المكلف بأدائها، وعلى مدى ما يمتلكه من قدرات، ومن خلفيات، ومن دراية بأسرار ودهاليز المهمة الموكلة إليه، هذا عدا أن حُسن الاختيار سيوفر بلا شك الكثير من الجهد والوقت، إذ لا حاجة للوصايا بعد أن يتم تكليف الرجل المناسب للمهمة التي يتقنها وذلك من مبدأ (أعط القوس باريها).
وكما أن وراء النجاح في إنجاز المهمات (مهارات) سواء كانت تلك المهارات فطرية أو مكتسبة، أو كانت مزيج من هذه وتلك.. فإن النجاح في اختيار الكفاءات للاضطلاع بالمهمات (مهارة) هي الأخرى تنم عن كفاءة فذّة، وعن رغبة صادقة في النجاح.
هنا لا حاجة بي إلى سرد وقائع وأمثلة بقدر الحاجة إلى التذكير بأن وسطنا الرياضي ظل ردحاً من الزمن رهين العشوائية والمجاملات والمحسوبيات في مسألة التكليفات، سواء ما يتعلق بالمناصب، أو بالشؤون والمهمات الأخرى، مما تسبب في تأخرنا كثيراً عن الركب.
اليوم بدأنا نشعر بأن معضلتنا تلك آخذة في التلاشي من خلال سلسلة التكليفات التي تمت مؤخراً، والتي كان آخرها تعيين الأسطورة (سامي الجابر) لعضوية اتحاد اللعبة بغرض الاستفادة من مهاراته، ومن خبراته التراكمية العريضة في مجال اللعبة وفنونها.
عقلانية جماهير الزعيم!
لا شك أن جماهير الزعيم كانت تتطلع وتبني آمالاً مشروعة بأن يعتلي فريقها سلم الترتيب -نقطياً- من خلال لقائه بنظيره الشباب يوم الأربعاء الماضي، ولا سيما في ظل ما آلت إليه نتيجة لقاء الأهلي المنافس على الصدارة والفيحاء، وبالتالي اعتبار الطريق - نظرياً - شبه سالكة للقبض على الصدارة.. إلاّ أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الجماهير الزرقاء.
أعجبتني عقلانية السواد الأعظم من جماهير الزعيم في تعاطيها المتوازن مع الموقف، فلم تسرف في النقد، ولم تُطل الندم على ما جرى، خصوصاً أن القادم أهم، هذا فضلاً عن أن التعادل ليس أمراً سيئاً حتى وإن كان ظالماً باعتبار الهدف الشبابي غير شرعي.. وهذا لا يعني عدم الدعوة إلى ضرورة المراجعة والاستفادة من مجريات اللقاء بتصحيح الأخطاء، والتحسب لما هو قادم من لقاءات، فليس كل مرّة تسلم الجرة.
فريقكم يمتلك مقومات الاستمرار في تحقيق تطلعاتكم القريبة والبعيدة (بحول الله وقوته) فكونوا عوناً له ولا تحبطوه، ساندوه وادعموه بقوة، ولا تنجرفوا خلف محاولات أصحاب الأغراض (الخبيثة) الذين لا يريدون لكم الخير.
غير خبلٍ قبيح الطبع، لوهو وسيم
المحب: محمد الطنيني