سليمان الجعيلان
في (26 مايو 1999) نشرت صحيفة الجزيرة تصريحا لعضو شرف نادي النصر وعضو الاتحاد الآسيوي آنذاك الأمير وليد بن بدر جاء فيه (ان ترشيح نادي النصر للمشاركة في بطولة أندية العالم هو نصر كبير وعظيم لسياسة الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم الذي يرأسه الأمير فيصل بن فهد، والذي أوصل الكرة السعودية للمحافل الدولية والعالمية وعلى كافة الأصعدة، كما أن للمتابعة الدائمة والمستمرة من لدن الأمير سلطان بن فهد نائب الرئيس العام نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأثر الكبير في ترشيح النصر للمشاركة في هذه البطولة العالمية والمحفل التاريخي، حيث كان سموه دائم الاتصال بأعضاء الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وان 6 من الأعضاء صوتوا لمشاركة النصر في بطولة أندية العالم على حساب فريق جابيليو الياباني..)، تعمدت أن أعود إليه وان أتطرق اليه لأنه شهادة للتاريخ على حرص واهتمام القيادة الرياضية بالأندية السعودية في المشاركات الخارجية منذ سنوات طويلة، وان ما يفعله ويقوم به رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ من إعلان واضح وصريح عن دعم ومساندة ممثل الوطن نادي الهلال في البطولة الآسيوية مادياً ومعنوياً ما هو إلا استعادة للشخصية القيادية في الرياضة السعودية وامتداد لتصرفات الشخصية المسئولة عن انتزاع حقوق الأندية السعودية في المنافسات القارية، خاصة بعد أن ظهرت أصوات وتغريدات حاولت أن تجير وتحول هذا الدعم الرسمي لفريق سعودي لأهداف خاصة، وان تصور ما كان مباحا سابقاً أصبح محرما حالياً لمجرد تغير اسم ممثل الوطن وصار نادي الهلال!!.. وقد أبى المحتقنون والمتأزمون إلا أن يكشفوا وفي ظرف (أسبوع) عن تناقضهم وتباينهم في التعاطي مع القضايا الرياضية والمواقف الوطنية عندما هللوا ورحبوا في البداية بتصريحات رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ القوية والجريئة ضد بعض المسئولين في الاتحاد الآسيوي، ووصفوا هذا التصريح القوي انه لاستعادة هيبة ومهابة الرياضة السعودية وذكروا أن هذا الموقف الحازم في صالح حاضر ومستقبل رياضة كرة القدم السعودية، ولكن وبعد أسبوع واحد (فقط) انقلبوا على موقفهم وفضحوا توجهاتهم بعد أن شككوا وطعنوا في دوافع وأهداف لقاء رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ مع رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان آل خليفة، لان عقولهم الصغيرة ما استوعبت قدرة وسرعة الأستاذ تركي آل الشيخ على احتواءلقضية، وما أدركت أفكارهم الضحلة حرص أعداء الوطن على تضخيم تصادم القيادة الرياضية مع بعض الدول الخليجية وتعظيم مشكلة الرياضة السعودية مع الكرة الآسيوية، فذهبت نواياهم السيئة إلى احتمالية وإمكانية استفادة نادي الهلال في البطولة الآسيوية فقط عقب لقاء الأستاذ تركي آل الشيخ مع الشيخ سلمان آل خليفة!!.
عموماً ما يحدث من محاولة التأليب والتحريض على تحركات وقرارات رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ المسئولة والوطنية والحازمة تجاه رياضة الوطن وأندية الوطن، ازعم أن الأستاذ تركي آل الشيخ يفهم ويدرك أهدافها ومقاصدها غير البريئة وغير النبيلة وتبقى الدور على الهلاليين بان يثمنوا ويقدروا هذا الدعم الكبير من رئيس هيئة الرياضة، وان ينشغلوا بفريقهم ولا يلتفوا إلى تغريدات وأصوات المحتقنين والمتأزمين التي تحاول تأزيم الوسط الرياضي وتمزيق الجمهور السعودي لسبب واحد وهو ألا يحقق فريق الهلال بطولة أسيا للمرة السابعة!!.
سامي والنجاح الإداري
خاض الأسطورة سامي الجابر عقب اعتزاله لعب كرة القدم تجربتين مهمتين الأولى إدارية ونجح فيها والثانية تدريبية واخفق بها، ولست هنا بصدد الحديث عن الثانية لأنها انتهت وانقضت بكل تفاصيلها السعيدة والحزينة، وإنما سأذهب وأركز على الأولى التي نجح وتميز فيها سامي عندما تولى منصب مدير إدارة الفريق الأول بنادي الهلال، واستطاع بعمله الإداري وفكره الاحترافي أن يشكل ثنائيا رائعا مع مدرب فريق الهلال السابق البلجيكي السيد جريتس، وان يقدما معاً في ذلك الموسم هلالا استثنائيا على كافة الأصعدة الإدارية والفنية، توَّجها فريق الهلال بتحقيق بطولة الدوري بأرقام قياسية ونتائج كبيرة!!.
والآن ومع عودة سامي الجابر للعمل الإداري الرسمي بشكل أوسع واشمل من خلال منصب مدير تنفيذي بالاتحاد السعودي لكرة القدم، فان الكثير من الرياضيين يتطلعون من سامي بذكائه الفطري وفكره العالي أن يقوم بجهد إضافي وعمل استثنائي يتفق مع تطلعات وآمال الجمهور الرياضي، ويتوافق مع كفاءة سامي الإدارية العملية وقدراته الفنية النظرية التي من شانها إحداث نقلة نوعية لعمل الاتحاد السعودي لكرة القدم على مستوى البرامج والخطط المستقبلية لرياضة كرة القدم السعودية، ولاسيما ان سامي الجابر رجل يتسلح بالعلم والثقافة الرياضية المتطورة ويتميز بالعلاقات القوية مع شخصيات رياضية دولية وضحت بشكل كبير في احتفال توزيع جوائز الفيفا قبل عدة أيام!!..
باختصار سامي الجابر ثروة وطنية وكفاءة إدارية رائعة وقدرة فنية عالية وقادر على تسخير وتطويع الظروف لصالحه ومحيط عمله، ولكي نستفيد من خبرة سامي الرياضية الطويلة ومن تجربته الإدارية الثرية وحتى ينجح سامي في مهمته الجديدة أرجو وأتمنى من الدكتور عادل عزت عدم إقحام سامي الجابر في لجان الاتحاد السعودي الجدلية، وان تسند اليه مهمة تطوير وتنمية استفادة كرة القدم السعودية من الاتفاقيات والعلاقات الدولية، وأيضاً على سامي أن يستفيد من تجاربه السابقة الإدارية والفنية وان يرسم لنفسه خطة عمل واضحة وخطوات انجاز عريضة يسير عليها وفي إطارها حتى يصل سامي الجابر إلى المنصب الذي يليق بفكره وكفاءته، بشرط عدم استعجال النتائج وإلا سوف نخسر سامي كإداري كما خسرناه كمدرب وطني!!.