عبد الاله بن سعود السعدون
لكل اختراع جديد إيجابيات لوجوده في خدمة المجتمع ويكون أيضًا وسيلة ميكافيلية للوصول لأهداف سلبية فيها الضرر الكبير على وحدة المجتمع وتلاحمه، نظام حكمه أي كان شكله، ومن أبرز هذه السلبيات الشائعات التي يطلقها أعداء الأمة من الداخل أو أعداؤها الإقليميون والدوليون كسلاح نافذ لمصادر قوته وأمنه.. ولا بد من إعادة النظر في الطرق التي يستخدم البعض وسائل التواصل الاجتماعي والمتضمنة الشائعة المدسوسة من خلالها لتصل لأكبر شريحة من المجتمع وقد تكون بقصد مبيت لأبعادها الخطرة أو لتكرارها دون إدراك خطرها على المجتمع بأسره.. ولا بد أن يكون المواطن الصالح رقيب نفسه ويقظًا أمام الشائعات المغرضة دون تكرارها، بل وئدها وإيقاف انتشارها صيانة لوحدة المجتمع وأمن الوطن القومي لا سيما نحن في حالة محاربة الإرهاب الداخلي والخارجي وأمامنا عصابات إرهابية مدربة على جميع الأسلحة الهدامة وعلى رأسها سلاح الشائعات لخلق جو من التشكك والغضب لدى أبناء الشعب الواحد وإضعاف وحدته الوطنية ليصل لغرضه من بث الشائعات التي تهيئ للإرهاب العدواني بتخريب المجتمع ومكتسباته الوطنية..
في الوقت الذي أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي بكل مسمياتها وأصنافها التي غطت بشك سريع وسائل الإعلام الاجتماعي أو الاتصال البديل والمباشر بالمتقين لأدواته المباشرة وبلوغ المشتركين لمعظم سكان العالم في هذه الوسائل الحديثة وكيفية توظيف التقنية الحديثة والمعروضة بين يديك بحرية ومجانية مطلقة ولا بد من اليقظة الوطنية في كيفية استخدامها دون الانزلاق في فخ الإساءة إلى حرية وأمن المجتمع واستقراره.
لا بد من البحث عن مسببات ومصادر هذا الوباء الاجتماعي وانتقاله السريع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولة التوصل إلى حلول جذرية لإيقاف تأثيره على المجتمع كأي خطر يهدد الأمن المجتمعي... فما هي الشائعة؟ يعرف رجال علم الاجتماع بأن الشائعة خبر أو مجموعة أخبار غير صحيحة وملفقة بشكل يمكن تصديقها وهي قريبة من معنى الكذب تهيئ في مطابخ عدائية سواء كانت شائعة سياسية أو اجتماعية أو تتجه نحو الحياة الاقتصادية لأي مجتمع بقصد تخريبه من الداخل. ونشرها من خلال وسائل التداول الاجتماعي بقصد التشكيك لخلق البلبلة والتساؤل المتداول عن صحتها من عدمه. وأحيانًا تغطى الشائعة لخبر عادي متداول بشيء من المبالغة والتهويل وعرضه بشكل مغاير لصحته بقصد قلب الحقائق والتأثير النفسي على المواطنين المتلقين لهذه الشائعة وتصديقها ومن ثم بثها ضمن هذه التقنية الحديثة المنتشرة في المجتمعات المختلفة ويصنفها كثير من علماء السياسة والاجتماع بأنها أحد صنوف الحرب النفسية المؤثرة وأشكالها دون تحديد كالدعاية الكاذبة عن منتج زراعي وغسل الدماغ سلاح المنظمات الإرهابية وافتعال الفتن والأزمات المصطنعة.
اخواني المواطنون والوافدون أمامكم واجب نحو الوطن الذي احتضنكم بين جوانبه ومدعون للتصدي للشائعات المغرضة العدوانية لا بد من تحكيم العقل الذي حباكم الله إياه وميزكم به عن كل المخلوقات الأخرى للتفريق بين الشائعة المغرضة وبين الخبر الصحيح بالرجوع دائمًا للمصادر الرسمية لكل الأخبار والتوجيهات التي ولله الحمد تحمل صفة الشفافية دائمًا من خلال وسائل الإعلام المنتشرة وبحرية في فضائنا الوطني واليقظة التامة من الشائعات الضالة المضللة كزوار الظلام. من أجل صيانة وحدتنا الوطنية والحفاظ على قوة ومتانة أمننا القومي.