عبدالعزيز بن سعود المتعب
بعض من ولجوا إلى عالم الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي غاب عن فطنتهم استشعار المسؤولية تجاه أنفسهم قبل كل شيء فأصبحوا يمتهنون بعض المشاهد غير اللائقة شعراً ونثراً بطريقة (خالف تعرف) أو (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)، وهذا أمر مؤسف، فالشعر قبل أن يكون مجالا للشهرة هو مسؤولية متنوعة الأوجه، ويجب أن يحمل اسم من هو جدير بهذا المسمى تجاه دينه ووطنه ومجتمعه وأخلاقه وقيمه ومبادئه، وما تنطوي عليه سريرته وعقله من مكونات تنعكس على إنتاجه الشعري لتقتدي به (توجهاً وإبداعاً) الأجيال اللاحقة من الشعراء يقول الشاعر الشريف الرضي:
ما مَاتَ مَنْ جَعَلَ الزَّمَان لِسَانَهُ
يَتْلُو مَنَاقِبَهُ مَدَى الآبادِ
ويقول الشاعر غازي بن عون في هذا الشأن تحديداً:
بحر الشعر من كثر جزره ومدّه
في ساحته تساون البيض والسود
ولا عاد لي في الشعر شوق ومودّه
من يوم جا في نقص ما هوب في زود
ومنها قوله:
وجا في اللزوم أوادمٍ ما تسدّه
وبرك بدال شعيل للحمل مفرود
وإن قلت جنّب عنه ما انته بقدّه
يقول أنا قد المهمات وقدود
ولو حمّلوه أعن الجمل ربع شدّه
ثوى لنقل الحمل ما فيه مجهود
وقفة: للشيخ راكان بن حثلين -رحمه الله-:
عزِّي لقلبٍ ما تقضَّت شطونه
لو قلت زلّت عبرةٍ جاء بدلها
واخلي اللِّي في محاجر عيونه
خيلٍ مشاهيرٍ تطارد بأهلها