د. أحمد الفراج
احتفلت وسائل الإعلام الأمريكية، المعادية لترمب، إذ تجاوز هذا الإعلام درجة الانحياز ضد ترمب، إلى العداء الصريح له، وهو الأمر الذي أجبر الرئيس الديمقراطي السابق، جيمي كارتر، إلى الإشارة لذلك، وكان سبب الاحتفاء هو إصدار المحقق الخاص، روبرت مولر، مذكرة استدعاء ضد ثلاثة من الذين عملوا في حملة الرئيس ترمب الانتخابية، ولم يدم احتفاء هذا الإعلام طويلا، إذ اتضح أن استدعاء هؤلاء، واتهامهم بعدة جرائم، لن يكون خيطا، يقود إلى اتهام ترمب بارتكاب أي خطأ، فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، واضطرت معظم هذه الوسائل للاعتراف بذلك، وغني عن القول أنه، ورغم كل الجهود الكبيرة، التي بذلها خصوم ترمب، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا أي مخالفة، قد تقود إلى اتهامه، ناهيك عن عزله، وقد أصبحت هذه القضية مثار سخط شرائح شعبية، تطالب بالتركيز على هموم الشعب الأمريكي، بدلا من ملاحقة الرئيس!.
الثلاثة الذين تم اتهامهم هم رجلا الأعمال، بول مانافورت وشريكه ريك قيتس، وكذلك جورج بابادوفولوس، الذي عمل لبعض الوقت كمستشار سياسي في حملة ترمب، ويعتبر مانافورت، المحامي والمستشار السياسي، هو أبرز الثلاثة، إذ عمل مديرا لحملة ترمب الانتخابية لمدة شهرين، من شهر يونيو حتى شهر أغسطس عام 2016، قبل أن يتنحى، ما يعني أنه تنحى قبل انتخاب ترمب رئيسا بثلاثة أشهر، ومعظم التهم التي وجهها المحقق الخاص للسيد مانافورت لا علاقة لها بترمب، فهي تتعلق بغسيل الأموال، وعدم الإفصاح عن حسابات بنكية في دول أجنبية، والعمل لصالح سياسيين أجانب، دون إبلاغ وزارة العدل عن ذلك، وقد صرح محاميه بأن معظم التهم زائفة، ولن تتم إدانته بها، عطفا على قضايا سابقة، وعلاوة على ذلك، فإن بعض المعلقين يعتقدون بأنه لم يكن ليوجه للمحامي مانافورت أي اتهام، لو لم يرتبط بحملة ترمب الانتخابية!،خصوصا عمله لصالح رئيس أوكرانيا السابق، فكتور ياناكوفيتش، المقرب جدا للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
يتفق معظم المراقبين على أن الرئيس ترمب ارتكب خطأ بالإستعانه بهؤلاء الثلاثة، أثناء حملته الانتخابية، رغم ما يدور حولهم من شكوك، وغني عن القول أنه قد استغنى عنهم، قبل أن تصل حملته إلى ذروتها، ويفوز بالرئاسة، وبالتالي نستطيع القول، ومن خلال كل المعطيات، أن روسيا حاولت استغلال وجود هؤلاء الثلاثة ضمن العاملين في حملة ترمب دون علمه، ما يعني أن خطأ ترمب الوحيد كان في الاستعانة بهم، وبالتالي لا علاقة له بكل ما فعلت روسيا خلال الانتخابات الأمريكية، والخلاصة هي أن استيقاف هؤلاء الثلاثة لم يغير من الأمر شيء، فيما يتعلق بعلاقة ترمب بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، أي أنه لا علاقة له بالأمر، فهل يا ترى سيتوقف الإعلام الأمريكي عن ملاحقته؟!. الأرجح أنه لن يفعل!.