سعد بن عبدالقادر القويعي
تنتهج دول التحالف العربي لدعم الشرعية سياسة الأمن أولا في تعاملها مع اليمن؛ إذ تعتبر نفسها معنية بالدرجة الأولى بأيّ تطورات سلبية تحدث فيه؛ لأن من شأنها أن تؤثر في أمنها القومي بصورة مباشرة بحكم الجوار الجغرافي؛ فعملت على دحر القوة الميلشياوية الحوثية، وقطع اليد الإيرانية؛ لمنع تدخلها في الشأن اليمني الذي يحسب ضمن أمن القومي للخليج العربي بما يتلاءم مع سياستها، وبما يخدم مصالحها، بعد أن تم لجم التمرد الحوثي في الشمال، وعرقلة نشاط ما يعرف بـ«تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب»، وخطر الجهاديين - لا سيما - في المحافظات - الجنوبية والشرقية -.
يمثل اليمن الحلقة الأضعف في السلسلة الأمنية لدول الخليج العربي، ومن ثم لا يمكن الاستغناء عنه، أو إقصاؤه، في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحالفات إقليمية، وتهديدات مستمرة، ومتزايدة للمنطقة. وما يجري على الساحة - اليوم - يصب في مصلحة الأمن القومي للدول العربية، ويعطي ثماراً إيجابية تخدم شعوب المنطقة ضد التمدد الايراني في الوطن العربي، - خصوصا - وأن اليمن يمثل البوابة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، كما يمثل لدول الخليج العربي العمق الاستراتيجي؛ نظرا للتقارب - الجغرافي والثقافي -، والامتداد التاريخي، - وأيضا - لموقعها الاستراتيجي الذي يقع بين دول غنية بالنفط، والقرن الإفريقي.
من جانب آخر، فإن إيران دولة صفوية تسعى إلى تصدير ثورتها إلى باقي دول العالم - العربي والإسلامي -؛ - ولذا - فإن تداعيات كثيرة لهذا التدخل السافر على المستوى الإقليمي - بشكل عام -، واليمن - بشكل خاص -؛ كونها ترى في اليمن مجالا حيويا لنظام الولي الفقيه، وسلوكها قائم على رؤى جيواستراتيجية، - وبالتالي - تواصل استمرار سعيها الحثيث بكل الوسائل؛ لتحقيق أهدافها، وزيادة نفوذها، وبروزها كقوة إقليمية، - خصوصا - وأنها متغلغلة في قلب النظام الحاكم العراقي، وفي لبنان عبر حزب الله، وفي اليمن عبر جماعة الحوثي، وفي سوريا عبر النظام الحاكم، وفي البحرين عبر دعمها لفئات تهدد السلم، والأمن هناك.
فشلت إيران في استنساخ التجربة اللبنانية؛ باعتبار أن الحوثي هو الذراع العسكري، وهو ما أكده في كلمتـه أمام وزراء الخارجية، ورؤساء أركان التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن وزير الخارجية السعودية الأستاذ عادل الجـبير، بأن:
« نظام إيران أراد تغيير وجه اليمن عبر تهريب الأسلحة لميليشيات الحوثي، وصالح، في خرق واضح للقرارات الدولية» .
وفي المقابل، كان لدول التحالف العربي دور كبير في المضيّ باليمن نحو الاستقرار السياسي، والعمل على منعه من الانزلاق إلى هوّة الفوضى الشاملة، والأخذ بيده عبر دعم الاستقرار، والتنمية فيه.