قاسم حول
مثلما شغلت الحرب العالمية الثانية سينمائيي الاتحاد السوفيتي «سابقا» وبقيت السينما الروسية والسوفيتية تنتج قصصا وتكتب روايات عن بطولات الجيش الروسي والشعب الروسي طوال أكثر من نصف قرن من الزمان فإن البلدان المعنية بالحرب في سوريا تنتج الأفلام عن الصراع الدائر في سوريا. فلقد أنتجت حتى الآن ما يقرب من ثلثمائة وخمسين فيلما بين روائي ووثائقي عن اللاجئين السوريين في أنحاء العالم، ومنها فيلم «بلدنا الرهيب، وفيلم الزائرة، وفيلم عنب بلدي، وفيلم لا تتركيني» وآخر هذه الأفلام وليس آخرها، هو فيلم «مسافر، حلب إسطنبول» وهو فيلم تركي – أردني كأنتاج مشترك، لعبت وزارة الثقافة والسياحة التركية دورا أساسيا في تمويله، بطولة «صبا مبارك» مشاركة مع الطفلة «روان سكاف» وهو من تأليف وإخراج المخرجة التركية «أنداش هازيندار أوغلو» وقد عرض الفيلم في مهرجان أنطاليا السينمائي في دورته الرابعة والخمسين. وتم عرضه في يوم الأربعاء الخامس والعشرين من أكتوبر أي قبل أربعة أيام من نهاية المهرجان في التاسع والعشرين من أكتوبر. أن إبطال الفيلم الحقيقيين هم اللاجئون السوريون، وتلعب الممثلة صبا مبارك دور السورية التي ترافق طفلة سورية هي «لينا» فقدت عائلتها في الحرب الدائرة في سوريا وهي في عامها العاشر فاضطرت للانتقال إلى تركيا مع شقيقتها التي لا تزال في عمر الرضيعة ترافقها جارتهم «مريم» في رحلة المعاناة والعذاب.
أما فيلم الافتتاح للمهرجان فهو أيضا فيلم «لا تتركني» عن سوريا للمخرجة «عايدة بيجيتش» وهي مخرجة من البوسنة، وقد أضفى الافتتاح أهمية على الفيلم مثل ما أضفى الفيلم أهمية على افتتاح مهرجان أنطاليا. والمفاجئة في عرض فيلم لا تتركني أن المخرجة قد جلبت معها الأطفال الثمانية الذين لعبوا أدوارا هامة في هذا الفيلم وقد صعدوا على منصة صالة السينما. كانت المخرجة وكما صرحت أنها عانت في التصوير كثيرا وخاصة في سوريا، ومن ثم استكملت تصوير المشاهد في مدينة «شاتلي أورفا» في تركيا. وكان مهرجان روتردام هذا العام قد عرض مجموعة من الأفلام عن سوريا حيث أصبحت معاناة السوريين في العرب تستهوي مخرجي السينما لما يجدونه من حكايات غريبة ومثيرة للتصوير، إذ في كل شخص حكاية وفي كل قرية حكاية وهي حكايات شعب برمته. ومن الجدير بالذكر أن الشركات تتوجه لتصوير ما يجري من مأسٍ في سوريا تحظى هذه الشركات بدعم وتشجيع من قبل وزارة الثقافة والسياحة التركية. لأن هذه الأفلام مطلوبة من شركات التلفزة في تركيا ومرغوبة ومرحب بها من قبل لجنة المهرجانات ومنها مهرجان «أنطاليا»
لعب في فيلم «لا تتركني» طفل عمره شهران، وهو شخصية حقيقية قتل والده في الحرب فتمكن أقرباؤه من حمله معهم في رحلة اللجوء في تركيا والعيش في مخيمات اللاجئين.
لقد أصبحت مأساة سوريا مادة تستهوي شركات الإنتاج التركية لأنها بمجرد ما تعلن عن فيلم يتعلق بسوريا أو بقضية اللاجئين في سوريا فإنها سرعان ما تحصل على الدعم من قبل شركات الإنتاج السينمائية.
أيام السينما في رام الله
أعلن في مدينة «رام الله» في فلسطين عن نتائج الأفلام الفلسطينية المتنافسة في المسابقة وهي كما يلي:
فئة الأفلام الروائية القصيرة:
«أبوكي خلق عمره 100 زي النكبة» للمخرجة «رزان الصلاح»
تنويه خاص لفيلم «السكين» للمخرج «ثائر العزة»
فئة الأفلام الوثائقية:
أفضل فيلم منحت جائزته لفيلم «ما وراء الجبهات» للمخرج «الكساندرا دولز»
تنويه خاص لفيلم «نادي غزة لركوب الأمواج» للمخرجين «فيليب غنات وميكي يامين»
جائزة الإنتاج
فاز به مشروع فيلم «أجرين مارادونا للمخرج فراس خوري.
بعودة مهرجانات السينما للنشاط مجددا بعد انحسار دام عدة سنوات بدأت الموضوعات السياسية والإرهاب تحتل مكانها على شاشات السينما العربية وهي ملاحظة جديرة بالإهتمام أن تلجأ السينما إلى مشاهد الحرب وتنحسر مشاهد السلام.