هالة الناصر
انتشر مقطع مصور لطفل يشكو من قسوه أبيه المريض نفسيا، تحدث الطفل بطريقة محزنة لا تستطيع معها أن تكمل مشاهدة بقية المقطع وهو يتحدث باكيا بحرقة مستغيثا بولاة الأمر للتدخل لإنقاذه من الجحيم الذي يواجهه بشكل يومي ، بغض النظر عن ملابسات تصوير المقطع وحقيقته من عدمها، نحن أمام حالة طفل معنف محروم من والدته ويتعرض لمعاملة سيئة أجبرته أن يغامر بتسجيل مقطع مصور يستنجد فيه بمن يخلصه من هذا العذاب اليومي، في نفس اليوم الذي انتشر فيه مقطع هذا الطفل المسكين نشر فيه خبر وفاة طفل مسكين آخر في باص المدرسة بعدما ترك نائما حتى داهمه نقص الأكسجين في الباص مغلق النوافذ ليختنق ويموت مثلما تموت حمامة سلام ،ليس هناك جهة رسمية تهتم بحقوق الأطفال وحمايتهم وبالذات من ذويهم، هناك مدرس اسمه (المرشد الطلابي) في كل مدرسة ليس له مهمة سوى تغطية الحصص التي يغيب عنها زملاؤه في المدرسة، لايوجد في المدارس أو روضات الأطفال مادة ثابتة في المنهج التعليمي تعلم الأطفال حقوقهم وواجباتهم، وتراقب المؤشرات الجسدية والنفسية التي تدل على تعرضهم للعنف من عدمه أو أي تصرف آخر يخدش براءتهم وطفولتهم، حان الوقت لإنشاء جهة رسمية أو هيئة مستقلة لحماية حقوق الأطفال وعدم خلطها مع مواضيع الأسرة الأخرى ودعمها بالقامات المتخصصة في هذا المجال إذا أردنا الحصول على جيل يحمل أقل عقدا من سابقيه وأقل مشاكل من كل جيل قبله، مرحلة الطفولة لها تأثير بالغ الأهمية في نشأة الإنسان وتكوين شخصيته وتحديد ملامح علاقته وتفاعله مع مجتمعه، أغلبية سجن الأحداث الذي يقبع فيه أطفال ارتكبوا مخالفات وجرائم بعضها تقشعر له الأبدان هم أبناء لأزواج منفصلين، لاتوجد جهة تختص بحماية الأطفال في السعودية تهتم بمثل هذه المعلومات لتقوم بحملات توعية مجتمعية هي أهم وأكثر نفعا من أي حملة أخرى تصرف عليها الملايين من الدولارات ولاتحقق هدفا أكثر من الاستعراض الإعلامي أمام كاميرات المصورين، بلغت مشاكل الطفولة في مجتمعنا حدا لايمكن السكوت عليه ويحتاج إلى التحرك الجاد والحقيقي لحماية فلذات الأكباد الذين هم ثروة من ثروات الوطن لاسيما ونحن نعيش أفضل زمن تاريخي يستثمر في الإنسان في ظل سلمان الحزم وولي عهده الأمين حفظهما الله.