موضي الزهراني
الكل انصدم فرحًا بإعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن مشروع مدينة المستقبل «نيوم» ضمن فعاليات منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» المنعقد حينها بالرياض، وذلك في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030م. هذه المدينة العملاقة البالغة قيمتها 500 مليار دولار التي ستقام على مساحة 26 ألفًا و500 كيلومتر مربع وتمتد إلى أراضي الأردن ومصر ستكون للعقول الحالمة في استثماراتها، لأن هدفها تحويل المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، وسيتم الانتهاء من مرحلته الأولى بإذن الله في عام 2025م بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي والمستثمرين المحليين والعالميين.
هذه المدينة لا أحد ينكر أنها فعلاً ستكون مدينة الأحلام بالنسبة لكل عقل سعودي يرفض الاستمرار في ركب الاستثمار التقليدي الذي أكل عليه الدهر وشرب ولم تكن مخرجاته ذات التنافس القوي على المستوى العالمي.
لذلك فإن طموحات ولي العهد المستقبلية تجاوزت خريطة التقليدية والركون والتمسك بالنهج القديم منذ توليه لبرنامج التحول الوطني في مرحلته الأولى، حيث كرر كثيرًا بأن من أهم طموحاته الحفاظ على الاقتصاد الوطني بشتى المشروعات الحديثة، وأنه سينطلق باستثمارات السعودية دون الاعتماد على النفط فقط كمصدر وحيد لنهضة مشروعاتنا، وأنه لا بد من استقطاب الشباب المتجهين للخارج في سياحتهم إلى الداخل من خلال مختلف المشروعات التنموية التي تجاري العقول الشابة وطموحاتها وتنافس الدول الخليجية والعربية والأوروبية كذلك في برامجها السياحية التي من واجب كل دولة أن توفرها لمواطنيها لترضي حاجاتهم النفسية والاجتماعية المختلفة! فهذه المدينة الحالمة ذات الاسم الفضائي، والموقع الجغرافي الاستثنائي في طبيعته المناخية شتاءً وصيفًا ستعمل على جذب الاستثمارات الخاصة والشراكات الحكومية من خلال قطاعات مختلفة أهمها «مستقبل المعيشة» باعتبارها الركيزة الأساسية لباقي القطاعات، وأيضًا المطلب الأساسي لكل مواطن يبحث عن الإحساس بالانتماء والجذب والأمان في موطنه الأساسي! فالطموح الذي يتمتع به ولي العهد الشاب «أمير الشباب» تتجاوز طموحاته العقول التي ترفض التغيير الاستثنائي! ولا يتحمله إلا العقول الشابة التي تأمل منه الكثير، التي تُشكلَ 70 في المائة من سكان المملكة، فهذه العقول هي التي ستقف بجانبه وستشد من أزره في تحقيق كل ما ينهض باقتصاد وطننا المبعثر خارجيًا وذلك لأساب كثيرة ومن أهمها السياحة الخارجية طوال السنة!
نيوم: سيكون بإذن الله الحلم السعودي على مستوى العالم بقيادة شابة طموحة، وبشراكة دولية ذات علاقة قوية بقادة بلادنا، هدفه النهضة باقتصادنا الوطني، والجذب السياحي، وتوفير سبل الحياة الكريمة للكثير من الشباب والفتيات الباحثين عن العمل بما يوافق طموحاتهم وتطلعاتهم الشابة.