«الجزيرة» - ياسر الجلاجل:
لأكثر من (12) ساعة يومياً يعمل مسعف هيئة الهلال الأحمر السعودي ولأربعة أيام متواصلة في الميدان ويباشرون البلاغات الطارئة سواء كانت إصابات أو مرضية في الشارع أو المدرسة وحتى أماكن العمل والتجمعات بكل وقت، في أول الصباح وحتى ظلام الليل الدامس.
خدمات إنسانية تقدم للمواطن والمقيم دون انقطاع ولا كلل أو ملل حاملين في صدورهم الهدف السامي للهيئة وهو العمل الإنساني أولاً، ورغم هذا هناك الكثير من المعوقات والسلبيات التي يواجهها المسعف بدءاً من خروجه لمباشرة الحالة وحتى لحظة تقديم الخدمات الطارئة للمصاب إلا أن كل هذا لم يكن عائقاً لتقديم هذا الخدمات الطبية الطارئة.
«الجزيرة « قامت بجولة لعدد من المراكز الإسعافية التابعة للهيئة بمنطقة الرياض لرصد هذه السلبيات والمعوقات التي تواجه المسعف في الميدان، وإيصال الرسالة التي يود المسعفون توجيهها للمجتمع بشكل عام ولقائدي المركبات خاصة، وكانت المحطة الأولى مركز إسعاف العروبة شمال الرياض والذي يشمل فرقة إسعاف وفرق إسعاف متقدم وكانت إحدى الفرق الإسعافية قد أنهت مباشرة إحدى الحالات الإسعافية وتحدث لنا المسعف نواف العتيبي في البداية عن معاناتهم من عدم تجاوب أصحاب المركبات لإفساح المجال للفرق الإسعافية خصوصاً في الإشارات الضوئية المروية، وقال إن مثل هذه المواقف تأخرنا عن وصولنا للحالة في الوقت المناسب حيث يخشى الكثير من قائدي المركبات قطع الإشارة، وهي حمراء رغم وجود سيارة الإسعاف وطلب إفساح المجال بالميكروفون الخارجي خصوصاً تلك التي تكون معها كاميرات (ساهر)، وقال نحن نضطر في بعض الأحيان للانتظار أمام الإشارة حتى نتمكن من تجاوزها بسبب الازدحام وعدم تجاوب أصحاب المركبات. من جهته قال المسعف عبدالله العنزي أنه عند مباشرة أي حالة هناك (بروتوكول) يجب القيام به وهي لا يأخذ أقل من ثلاثين ثانية قبل مباشرة الحالة وللأسف هناك الكثير من ذوي الحالة يقوم بإعاقة عملنا من خلال تدخله سواء بالتوجيه الشفوي وأحيان بالتلفظ بكلمات غير مقبولة وهذا من السلبيات التي نواجهها في عملنا بشكل يومي. وقال لسنا في موقف يتيح لنا الزمان والمكان بتثقيف ذوي الحالة عن آلية وطريقة عملنا لذلك مثل هذه التصرفات تعيق عملنا وتؤخره من قبل ذوي المريض أو المصاب ونحن نقول بإجراءات للحالة قبل مباشرتها وهي ضرويه ومن ضمن (البروتوكول) المعمول فيه سواء في الهيئة أو أي قطاع طوارئ. ومن ضمن الجولة تم زيارة مركز إسعاف السفارات وتحدث لنا مدير المركز المسعف خالد الحربي وقال هناك بعض السلبيات التي من شأنها المساهمة في إعاقة وتأخير العمل الإسعافي الميداني ومما لا شك فيه ليس هناك عمل دون سلبية، وقال من أهم المشكلات السلبية التي تعيق عملنا مباشرة حالات لا تصنف على أنها طارئة ولا تستدعي تحريك فرق إسعافية لها، حيث إن هناك من يستغل الخدمات الإسعافية الطارئة بشكل سلبي جداً من خلال إعطاء معلومات غير صحيحة ومغلوطة عن الحالة وعند وصول الفرقة نكتشف أن الحالة عادية ولا تستدعي التبليغ عنها وللأسف هناك حالة أخرى طارئة بحاجة لفرقة إسعافيه ولكن بسبب التصرف غير المئول من قبل المبلغ الأول فقد حرم الحالة الصحيحة خروج الفرقة القريبة منه ووصولها في الوقت المناسب، أما المسعف محمد الذيابي فقال هناك نواجه مشكلة في تغطية البلاغات خارج حدود المنطقة الافتراضية المخصصة للمركز مما يسبب إرباكاً للبلاغات الموجهة لنا في المنطقة والتأخير في عملية الاستجابة للحالة، وأشار الذيابي أن مركز إسعاف السفارات يغطي مناطق بعيدة عنه مثل حي عليشة وغيرها من المناطق المجاورة لها حيث تعتبر مناطق بعيدة عن المنطقة الافتراضية للمركز، وهذا يؤثر سلباً في العملية الإسعافية. من جهته قال هشام الورهي: نحن ملزمون بتعويض الفرق الإسعافية المتأخرة لساعتين إضافيتين دون مقابل مالي ونحن نعمل أثتني عشرة ساعة ومع التعويض نكمل (14) ساعة عمل حيث نعطى راحة لمدة (12) حتى الاستلام القادم وإذا قمنا بالتعويض ودون مقابل يتبقى لنا عشر ساعات يذهب نصفها بالعودة للمنزل وقضاء التزامات المنزل إضافة للعودة مرة أخرى للاستلام في المركز، ونحن نطالب بحل نهائي لهذه المشكلة، وإضافة لعميلة دعم المراكز بسبب إجازة (مرضيى، عادي، انتداب) أو غيرها من ظروف مما تستدعي تدعيم المراكز بالكوادر البشرية من مراكز أخرى لمدة تختلف من يوم وتصل في بعض الأحيان لشهر كامل. وفي الختام علق المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة الرياض عبدالله المريبض أن الهيئة تسعى لتطوير الخدمات الإسعافية وتلافي أي سلبيات تعيق العمل الإسعافي في الميدان، وأكد المريبض أن رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور محمد بن عبدالله القاسم حريض كل الحرص على حل جميع مشكلات المسعفين والمعوقات التي تقف أمامهم، والهيئة وبمتابعة مستمر من القاسم تعمل على خلق بيئة مناسبة وخصبة لتكون دافعاً مهماً وإيجابياً للمسعف للعمل بأفضل طاقاته في الميدان، إضافة للتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لحل كل السلبيات التي تواجهه المسعف أثناء مباشرته للحالة، وقال المربيض من هذا المنطلق أدعو الجميع من مواطنين ومقيمين بالمبادرة الإيجابية للسيارات الأسعاف في الميدان بإفساح المجال أمامهم في الطرقات والإشارات الضوئية للوصول بأسر وقت ممكن ومتابعة المواد التوعوية التي تطرحها الهيئة في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة لتسهيل مهمة المسعف لتقديم الخدمات الإسعافية لطالبيها.