محمد المنيف
الفنان عثمان الخزيم الغني عن التعريف أحد الأسماء البارزة في الجيل الثاني من أجيال الفن التشكيلي السعودي بعد جيل الأوائل كما يصفهم النقاد ممن شاركوا في تأسيس المسيرة التشكيلية (السليم، والرضوي رحمهما الله، ونبيلة البسام وصفية بن زقر ومن قاربهم بالعمر والبدايات)، فالخزيم فنان شامل يكتب الشعر ويحمل مؤهلا في مجال الديكور من إيطاليا، متحدث جيد يمتلك ثقافة واسعة في الفنون التشكيلية علاقاته أفقية مع كل التشكيليين من جيله ومن الأجيال الشابة، ولهذا يمكن وصفه (بآخر الرجال المبدعين الكبار حضورا في الساحة خصوصا في الرياض)، فنان مخضرم عاش عصره ولا زال حاضرا في عصر الشباب، فنان لا يكل ولا يتردد في الاستجابة لأي دعوة تشكيلية مهما كان حجمها ومستوى خبرات من يشارك بها من مبدأ التشجيع والدعم، أجزم أن الفنان عثمان لوكان لديه قدرات مالية لاستطاع تغيير وجه الحراك التشكيلي، فقد ساهم في فترة ماضية بإنشاء جاليري وتحمل الكثير من المعاناة و(خسر وقتا ومال) من أجل خدمة هذا الفن.
أبو محمد الوحيد الصامد في وقت تراجع فيه الكثير من فناني الزمن الجميل بالنسبة لهم، مكتفين بما قدموه واختاروا (الراحة بعد صولات وجولات محلية وعربية) في ساحات الفن التشكيلي بعد أن ساهموا في زمن كانت فيه العدة والعتاد قليلة عكس ما يتحقق اليوم للأجيال الشابة من سبل الانتشار التي سهلت لهم طريق الوصول إلى الجمهور، والبعض الآخر متواصل مع من بقي لهم من محبي إبداعاتهم واساليبهم المتصلة بالواقع البيئي والمجتمعي والبعض اكتفى بما يتلقاه من طلبات الاقتناء التي تعوضه عن تكاليف إقامة معارض لم يعد لها وهج كما كانت في الماضي لوجود طرق أسرع للتسويق عبر سبل التواصل من الانستقرام أو الفيس بوك وعبر مشاهير السنابات.
أعود لفارسنا اليوم عثمان الخزيم داعيا الله له بالتوفيق ومواصلة الركض في ساحة لم يعد يعرف المتنافسين في مضمارها إلى أين وجهتها ولا خط نهايتها.