أحمد بن عبدالرحمن الجبير
محافظة المجمعة من أعرق المحافظات، ومن أهم المواقع الحيوية، فهي قريبة من الرياض العاصمة، وعلى طريق المناطق الأخرى، وتبدو طبيعتها مختلفة، وأكثر جذباً نظراً لمركزها الاقتصادي والتاريخي مما جعلها تسهم في الناتج المحلي لبلادنا بدعم من سمو المخافظ والغرفة التجارية، والمسؤولين في المحافظة، ومدينة سدير الصناعية وجامعة المجمعة، ومحطة القطار، والمطار المحلي والمشاريع الأخرى.
وتحظى المحافظة بمقومات تكمن في الإدارة، والتجارة والصناعة، والزراعة والثقافة، ومواردها التراثية والجيولوجية مما أهّلها لأن تكون داعماً للتنمية المستدامة في المملكة، ودعم المشاريع العظيمة، حيث تركز غرفة المجمعة فيها على آليات تنمية البحوث والدراسات، والتدريب لسد احتياجات المحافظة من الأيدي العاملة الوطنية، وتوفير الوظائف لأبناء وبنات المحافظة، وأظهرت نوعاً فريداً من التعاون والتكافل، مما شكل ظاهرة اجتماعية، واقتصادية نموذجية، بين القطاع الخاص، والعام في المحافظة.
لقد سعدنا بحضور حفل افتتاح المبنى الجديد للغرفة التجارية والصناعية في المجمعة، وشاهدنا التطور الملحوظ، والتنمية الاقتصادية الملموسة والسريعة التي تمت في محافظة المجمعة خاصة في دعم خدمات رجال الأعمال، والقطاع الخاص ورعاية مصالحهم، كما أن غرفة المجمعة عملت على تنمية التجارة الداخلية، والخارجية في جميع أنحاء المحافظة منذ إنشائها، وواكبت النهضة الصناعية التي تشهدها المملكة، ودعم خدمات المنتسبين إليها مما جعلها تغطى أكثر من 35 مركزاً داخل المحافظة.
فغرفة المجمعة تهتم بالمؤسسات الصغيرة، والمتوسطة والكبيرة، والمصانع وجميع القطاعات الأخرى من أجل دعم التنيمة الاقتصادية والارتقاء بها داخل المحافظة، وتوفير فرص العمل للشباب والشابات، وتشجيعهم على دخول العمل الحر، والإشراف على الكوادر المؤهلة، وتطوير قطاع الأعمال والصناعة، وتمثيل مصالحهم التجارية والصناعية لدى الجهات الحكومية، ونشر الوعي والثقافة الاقتصادية في مجتمع الأعمال، وإعداد الدراسات والبحوث لتكون في متناول المهتمين وذوي العلاقة.
فالغرفة تعمل كحلقة وصل بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، حيث تبلغ رجال الأعمال بالأنظمة والقرارات والتعليمات التي تتعلق بالعاملين لديهم، وحل ما قد يواجهونه من مشكلات وعقبات بعد دراستها، كما إنها تعمل على حصر الفرص الاستثمارية، والتنسيق مع المستثمرين فيها، وتقديم خدمات استشارية، وتوفير المعلومات والإحصاءات لهم، وتطوير دورها الإعلامي لتنشيط الحركة الاقتصادية في المحافظة.
وتقوم وبشكل مستمر ومميز بتقديم الاقتراحات والأفكار الهادفة لتحقيق المزيد من التنمية الوطنية بمجالاتها المتعددة، وفي الغرفة لجان عدة اقتصادية وتجارية واستثمارية تهدف دعم القطاع الخاص، وحل مشكلاته ومعوقاته، والعمل على إيجاد الحلول العملية له، وتطوير أنشطة القطاعات الأخرى، والتصديق على المعاملات، والمستندات الخاصة بالتجار بهدف حمايتها من التزوير.
والجميع يتطلع أن تركز (غرفة المجمعة) على دعم الصناعات التقنية والتكنولوجية المتقدمة والحديثة والانتقال من الصناعات العادية إلى التقنية، حيث إن الاقتصاد الوطني مقبل على مرحلة انتقالية جديدة في ظل الرؤية السعودية 2030م، والعمل على دعم الاقتصاد، وتوطين التقنية، والطاقة والصناعات المتقدمة، ليكون لدينا صناعة تقنية ذكية، ونموذجية ذات خدمات متكاملة، وتشغيلها وفق أعلى مستويات الجودة، لتشجيع الاستثمارات المحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
لذا يفترض من المشرفين على الغرفة فتح قنوات جديدة للتدريب الفني والتقني لشباب وشابات الوطن، وإحلالهم محل العمالة الأجنبية تحقيقاً لأهداف برامج التحول الافتصادي 2020م ودعم البحوث والدراسات التقنية، ونقل التكنولوجيا وتطبيقاتها في الصناعة، وتوسيع قاعدة الخدمات التدريبية التقنية المتخصصة لسد احتياجات القطاع الصناعي من الأيدي العاملة الوطنية المدربة بالتنسيق مع جامعة المجمعة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والاستعانة بالعلماء والمهندسين المختصين.
ونامل أن تقوم الغرفة التجارية بالمجمعة بتنظيم ملتقى سنوي يضم سمو المحاقظ، والمسؤولين في المحافظة ووزارة التجارة والصناعة، وهيئة المدن الصناعية والجامعات السعودية، والجهات الأخرى ذات العلاقة مع رجال الأعمال، والمستثمرين في القطاع الصناعي على المستوى المحلي والخارجي، من أجل إيجاد آليات لتعريف الصناعيين بكل ما يستجد في محافظة المجمعة، وجلب التقنية المتقدمة، والاستثمارات النوعية التي تخدم السوق السعودية والخليجية مما يقلل التركيز على المدن الكبرى، وينمي ويطور المدن الصغيرة، ويوفر الوظائف لأبناء وبنات المنطقة.
لقد سعدنا بما شاهدناه من حسن تنظيم، والذي أثلج صدورنا، وهو بلا شك جهد عظيم يستحقون عليه الشكر، وعلى رأسهم راعي الحفل محافظ المجمعة سمو الأمير عبدالرحمن الفيصل، ورئيس مجلس الغرف السعودية المهندس أحمد الراجحي، ورئيس غرفة المجمعة الأستاذ أحمد اليحيا والرئيس السابق الأستاذ فهد الربيعة، والشكر موصول لجميع أعضاء الغرفة وأمينها العام الأستاذ عبدالله الجعوان، ولكل من شارك من اللجان والقطاعات الأخرى على الجهود الجبارة، والعمل المتواصل حيث أخرجوا الحفل بهذا المستوى المشرف والرائع، والذي يعكس الوجه المشرق لمحافظة المجمعة.