«الجزيرة» - علي الصحن:
نجا الهلال أمام ثلاثة من فرق الوسط ومؤخرة الترتيب وفاز على أحد والقادسية والباطن بشق الأنفس، وبعد أن استهلك مجهود لاعبيه ولياقتهم البدنية والذهنية، لكن الأمر لم يكن كما يريده الهلاليون البارحة أمام الشباب، وسارت الرياح ضد ما يشتهون، وخرج فريقهم بتعادل متوقع لقاء ما فعله مدرب الفريق رامون دياز وإصراره على قناعات غريبة، في واحدة من أهم وأصعب وأقوى البطولات التي ينافس عليها .بغض النظر عن ظروفه الفنية فإن فريق الشباب فريق مهاب، يجب أن تحسب له ألف حساب، وهو يلعب أمام الهلال لتسجيل نتيجة جيدة تمنح لاعبيه دفعة معنوية ومريحة قبل التوقف الطويل، لكن مدرب الهلال لم يلتفت لذلك، وأصر على تدوير لاعبيه وإراحة الأساسيين رغم مرور ستة أيام على مباراة النصر، ورغم وجود فاصل زمني طويل ( 17 ) يوماً - يتخلله معسكر المنتخب في لشبونة - قبل مباراة ذهاب النهائي الآسيوي المقررة في الثامن عشر من نوفمبر الجاري.
في مباراة صعبة منح الفريق دفعة هائلة وتمنحه علامتها الكاملة الصدارة أراح ستة من لاعبيه الأساسيين، كما أصر على مشاركة المهاجم ماتياس الذي لم يقدم سابقاً ولا البارحة أي شيء، ولا يحسبه أحد سيقدم شيئاً في المستقبل، والكتاب (واضح من عنوانه)، والمثير أن ماتياس يشارك على حساب الهداف المميز عمر خربين الذي غير وجه الفريق بعد مشاركته في الجزء الأخير من المقابلة، لكن الوقت لم يكن كافياً لفعل شيء خاصة بعد تمترس الشبابيين في خطوطهم الخلفية بحثاً عن التعادل.
دياز أيضاً فاجئ الجميع بمشاركة الغائب نواف العابد أساسياً على حساب لاعبين أفضل وأحق منه، وبدا واضحاً أن اللاعب لم يكن في الجهوزية التامة للمشاركة من البداية، وأنه يفتقد الحساسية الكافية على الكرة جراء الغياب الطويل عن المباريات، وقد كان من الممكن أن يضعه المدرب بجانبه ويستفيد منه حسب ظروف المقابلة، إضافة إلى ذلك منح دياز اللاعب الزوري الفرصة للمشاركة على حساب البديل الأفضل حسن كادش، وقد شاهد الجميع ماذا قدم الزوري خاصة في لقطة الهدف الشبابي (بعيداً عن الرأي التحكيمي فيها).
من حق دياز أن يتحدث عن إراحة اللاعبين والتدوير في حال ضغط المباريات والمنافسات، ولكن كما في ظروف الفريق الهلالي أمس فإن التدوير وإراحة النجوم أمر لا معنى له، كانت نتيجته خسارة نقطتين دون مبرر.
سجل الشباب هدفاً غير شرعي في مرمى الهلال واستفاد منه للخروج بنقطة، لكن ذلك ليس مبرراً كافياً لهلالي يشاهد فريقه وقد جرده مدربه من أبرز نجومه في مباراة هامة فحدث ما حدث.