علي الصحن
في ظل الحراك الواسع، والمتغيرات المتوالية في الرياضة السعودية، بات من الضروري أن يتم إعداد كفاءات مؤهلة لتمثيل المملكة في الاتحادات واللجان الدولية، والمشاركة على نحو في فاعل ومؤثر في قراراتها، وليس التمثيل لمجرد التمثيل، وملء المناصب، وربما في لجان فرعية مساندة فقط.
تمثيل البلاد يجب أن لا يكون مجرد (برستيج) أو مجرد مهمة علاقة عامة، لا يتجاوز دور القائم بها الحضور، وإبداء وجهة النظر، ومجرد صوت عند الاقتراع حول نظام أو قرار أو رأي ما، التمثيل يجب أن يتجاوز ذلك بكثير، وأعتقد أن العمل يجب أن يبدأ من الآن لتقديم شخص كفء لمنصب قيادي في الاتحاد القاري في الدورة الانتخابية المقبلة، بعيداً عن المجاملات وتقاطع المصالح في مثل هذه المواقع.
في فضيحة النهائي الآسيوي الذي لعبه الهلال أمام سدني الأسترالي، وفي مواقف حدثت للأندية السعودية في ملاعب إيران ثم مرت مرور الكرام، وفي قرارات قوية موجهة ضد الأندية السعودية وصلت إلى حد لعبها على أرضها دون جمهور، يتأكد للمرء ضعف التمثيل السعودي في الاتحاد القاري، وضرورة العمل على تغيير قواعد اللعبة هناك، وفرض تواجد أعضاء سعوديين (مؤهلين ومؤثرين وأقوياء) هناك، مع عدم المجاملة في ذلك.
رب سائل يسأل اليوم عن ممثلي الرياضة السعودية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ومدى الاستفادة الفعلية من تواجدهم هناك، وجهودهم في سبيل الكرة السعودية (منتخبات وأندية) وحمايتها من أي قرارات ومؤثرات، ودورهم في فرض العدالة والمساواة في قرارات الاتحاد، نحن لا نريد أن نأخذ حقوق غيرنا، نريد حقوقنا فحسب.
أحداث الماضي والحاضر يجب أن تجعلنا نعيد النظر في طريقة تعاملنا مع مثل هذه المناصب، وإحداث تحول حقيقي في ذلك، فبعيداً عن ما يحدث على الورق يقول الضالعون في الإدارة إن (الصلاحيات تُنتزع ولا تُمنح) ونحن نريد ممثلاً قوياً بمؤهله وحجته وشخصيته ودائرة علاقاته، وممثلاً يعرف الرياضة وخباياها وكيف تتحقق المصالح فيها، شخص حاذق يعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف يؤثر ولا يتأثر، وكيف يحصل على الصلاحيات المطلوبة الكافية، شخص يستطيع أن يصل بصوتنا وقراراتنا ويجعلها جزءاً من قرارات المنظومة القارية، وعندما يوجد رجل بمثل هذه المؤهلات سنطمئن على موقفنا في الاتحاد، وقدرتنا على التأثير فيه، وانتزاع الحقوق مباشرة دون مكاتبات أو علاقات، وكلنا ثقة بأن المؤسسة الرياضية الحالية تدرك ذلك، وأنها ستعمل ما بوسعها من أجل تجاوز أخطاء الماضي، بما يحقق كل أهدافنا وطموحاتنا في المستقبل.
لا تقلقوا على الهلال
الشيء الوحيد الذي نخشاه على الهلال في النهائي الآسيوي هو التحكيم، وتكرار صورته القاتمة التي شاهدناها قبل سنوات، داخل الملعب لدى الهلال نجوم ومدرب قادرون على تجاوز الخصم بإذن الله، ولديه خارج الملعب إدارة حققت كل متطلباته، وجعلته مضرب المثل عند المنافسين قبل المحبين، وإدارة قادرة على عزل لاعبيه عن أي مؤثرات خارجية، وتفريغهم لكرة القدم فقط، وعندما يريد البعض نقل المنافسة إلى خارج المعشب الأخضر، فلدينا رجال قادرون على الرد هناك، وهم يملكون النصال والأدوات الكافية لحجب أي محاولات مرفوضة.
أقول للجميع وبالذات الهلاليين: اتركوا ما يحدث خارج الميدان واستمتعوا بكرة القدم، لدينا فريق يلعب نهائي القارة ومنتخب يتأهب لخامس مونديال، وانجازات تتوالى في كافة الألعاب، استمتعوا ولا تقلقوا على مستقبل رياضتنا، فلديها ماض تليد، وأمامها مستقبل مشرق، وهي تعيش في حاضر زاه.