سعد الدوسري
تعتبر الدكتورة سعاد يماني، استشارية المخ والأعصاب، واحدة من أهم الطبيبات السعوديات اللواتي كان لديهن إيمان مطلق بالتوعية الصحية. منذ البدايات، شاركتُها في تأسيس حملات التوعية باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهو مرض يحتاج أكثر ما يحتاج إلى التوعية به، قبل علاجه.
من كان يظن أن فرط الحركة لدى الطفل اضطراباً، أو تشتت انتباهه خللاً؟! كم من طفل نراه يومياً، وهو يتحرك بشكل جامح أو يتشتت انتباهه بشكل ملحوظ، ثم نعتبر هذا شيئاً طبيعياً، لا يتعارض مع سلوكيات الأطفال؟! فقط أولئك الذين يمتلكون وعياً طبياً، قد ينتبهون للأمر، ويا ليتنا ننتبه له جميعاً، لأن عدم تشخيص الحالة في بداياتها، قد يؤثر على خطة العلاج. وهذا ما كانت الدكتورة سعاد تسعى له. لقد بحثتْ بكل إصرارها عن الدعم من الشخصيات والمؤسسات التي تهتم بهذا المرض، نظمتْ مؤتمرات وورش عمل للآباء والأمهات، أسستْ جمعية «أفتا» التي تحول اسمها لاحقاً إلى «إشراق»، التي يعمل بها متطوعات ومتطوعون من كافة الشرائح الاجتماعية، ظهرتْ على كل القنوات التلفزيونية، ضحت بوقتها وبوقت عائلتها وبصحتها، شفاها الله مما تعانيه، وكل هذا في سبيل نشر التوعية باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، الذي أتمنى أن يثير انتباه المعنيين في وزارة الصحة ووزارة التعليم.