د. خيرية السقاف
في معمعة التطوير الحيوي نحو نهضة حديثة متجددة لجميع مفاصل الوطن, وعظامه, وأعصابه, وبث العافية فيها, ودعم قوى هذه الأجزاء منه, نشهد كل فجر خطوات متسارعة نحو حَمْلِ هذه الوطن بأجزائه على كفَّي الرعاية, والعناية الفائقة ليبلغ كفاياته من الحماية, والقوة, والنفوذ, والقدرة, والتمكين, والسلام , فهو وطن الأمة العربية المسلمة, ذو السيادة التأريخية العريقة, وذو الرسوخ الجذري الممتد, أرض الرسالة بما حملت, وكلَّفت..
في هذه البوتقة المتّقدة بحماس العزيمة, وبُعْد البصيرة, وغاية الرُّشد نحو احتواء هذه النهضة لكل أجزاء الوطن, ومجالات تطويره, وتحديثه, وتعليمه, واقتصاده, وتصنيعه, وماله, وإنسانه, فإنّ الأمن, والسلام غدا محوريْ هذا الحراك الواعي وركيزتيْـه..
هذا الحراك بعيد النظر, عميق الإحساس بالحاجة الملحّة, وليست الطارئة بل الفارضة لمواجهة كل معطيات الافتراض الرقمي, وسعة مجالات التواصل به, وعنه بخفاياه, وأساليبه, وأفكاره, وتقنياته, وصناعته, وبرمجياته, وأجهزته, ومقدراته شديدة السرعة, كثيفة السعة, بليغة التراكم, عالية التعددية, مذهلة السعة, والكمية الرقمية, إلى جانب تأثيرها, ومؤثراتها البالغة فكر الإنسان, الفاعلة في تغيير اتجاهاته, واستمالة عواطفه, واحتواء مواقفه استوجب الأمر السيادي بجعلهما «الأمن والسلام» في الركائز الأولى لهذا الحراك الوطني, وكان الأمر بالخوض في معركة الأمن والسلام عن أهم منصاتهما, وفضاءاتهما, وبأمضى أسلحتهما ..
ففي أيام قليلة تم تشكيل (اتحاد الأمن الإلكتروني والبرمجيات), ثم تلاه إنشاء (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني) ما يؤكد بُعد النظر, والخطوات الواثقة الواعية لهذا التطور الشامل..
فكلاهما يلفَّان الحزام حول خاصرة الوطن, ويقيمان السور بينه وبين من يسعى لمسِّ أمن هذا الوطن , أو جرح السلام فيه, إنساناً, ومقدرات بكل سماتهما, وصفاتهما, وأدوارهما..
إنّ تفاصيل مهام هذين الجهازين وما جاء به الأمر الملكي بالتوجيه بهما على أرض الواقع, وما حدد من اختصاصهما, سواء على الصعيد الداخلي وما يمت إليه من أمر, أو على الصعيد الخارجي وما يتعلق منه بالسياسات, والعلائق الوطنية مع خارجه, في المجالات المختلفة, لتفضي كل هذه التفاصيل, والمحاور والأهداف, إلى أنّ الوطن كي يحفظ لأهداف نهضته, وتطوره أن تتحقق في سلام وأمن, أن تجدهما كل الأنفاس حيث تلوب في هوائه, وفضاءاته نقية صافية, وحيث تنام كل العيون التي تحت سمائه في حرية سلام النسمة, وشذى الزهرة, ودفء الفرن, وبرد العذْبِ, وأمان محضن الوالدين, واحتواء البيت , ورواء القدح من دلو بئر لا ينضب..
إنّ في جهازي (اتحاد الأمن الإلكتروني والبرمجيات), و( الهيئة الوطنية للأمن السيبراني) ما يسدد متطلبات الواقع, وما يعزز للتطورات المتسارعة, العازمة, أهم عناصر ثبات الأهداف منها ببلوغ مراميها, وتنفيذ مضامينها..
أتمنى لأخي العزيز الدكتور مساعد العيبان المشهود له مذ كان أستاذاً في الجامعة بتدفق نشاطه, وبُعد نظره, وتمكنه من خبراته بالتوفيق والسداد, في رئاسة الهيئة الوطنية للأمن السيبراني , كما أتمنى مثل ذلك للفاضل النشط, نموذج الشباب الفعّال سعود القحطاني في رئاسة اتحاد الأمن الإلكتروني والبرمجيات. ليوفقكما الله لبطانة صالحة, مختصة, فعّالة لتحقيق الأمن, والسلام في كل بقعة من هذا الوطن, وفضائه, وصدور من فيه, ونفوس من يقصده.