سعد بن عبدالقادر القويعي
اعترف عرّاب قناة الجزيرة «حمد بن جاسم» خلال حديث له على التليفزيون القطري - قبل أيام - بمشاركته في تأسيس قناة الجزيرة؛ بناءً على تعليمات حمد بن خليفة، وبدورها في اتخاذها خط تحريري تسبب في عدة أزمات للدوحة، - إضافة - إلى الدور الهدام، والسلبي الذي لعبته القناة في تناولها للأحداث بعدد من الدول العربية، وبعدم اهتمام القناة بعرض الأحداث التي تقع في الدوحة بقدر تركيزها على الأزمات الداخلية في الوطن العربي؛ بذريعة حرية الإعلام، والتعبير. ومعترفاً - أيضاً - بأن موقف قناة الجزيرة في دول الربيع العربي، والسياسة التحريرية لها جاء بتعليمات من حمد بن خليفة . وكيف أنها تسببت في حدوث أزمات كبيرة بين الدول العربية، والدوحة؟ كما اعترف - أخيرًا - بأخطاء وقعت بها قناة الجزيرة، والفوضى في بعض البرامج، والضيوف، وتسببها في وقوع عدد من الأزمات.
منذ منتصف التسعينيات الميلادية، برزت قناة الجزيرة القطرية كفضائية ذات أجندة سياسية هدامة، حين شكّل مفردات خطابها الإعلامي بشكل يفوق حجمها، وامتد خطرها؛ ليحقق أهداف مخططات نسجتها أجهزة استخبارات دولية؛ فعلت منها أصوات نشاز تمردت على مختلف القيم، والمفاهيم السائدة لدى مجتمعات المنطقة - منذ إنشائها -؛ من أجل تحقيق أهداف النظام القطري، وأهداف حلفائه في المنطقة من دول، ومنظمات إرهابية، وتحقيق أهداف لا تخدم مصالح الأمة، وذلك من خلال السعي إلى تفجير الصراعات بين الدول العربية، والعمل على إحداث الفوضى في المنطقة، عبر ما يُسمى بـ»مشروع الربيع العربي»، والتي بدأت أواخر عام 2010 ؛ لتستهدف إسقاط عدد من أنظمة الحكم العربية، - بدءاً - من التمهيد لاحتلال العراق، ثم بعد ذلك تدخلها في الحرب على العراق، - وانتهاءً - بتنفيذ مخططات الفوضى الخلاقة الرامية إلى تقسيم المنطقة العربية، والمضيّ نحو تنفيذ «مشروع الشرق الأوسط الجديد».
لم تكن قناة الجزيرة مشروعاً إعلامياً ناجحاً، بل كانت أداة للتدمير، والتخريب بنشر الأباطيل، وشن حروب من الأكاذيب السياسية، وتشويه الحقائق، ومن هنا تبدت خطورتها على الأمن القومي للوطن العربي، وهذا ما حصل فعلاً حين مارست التحريض، والتأجيج، وخداع الشعوب العربية بشعارات مزيَّفة، - خصوصاً - فيما يتعلّق بسياستها التحريرية التي ضللت بها الرأي العام، وساعدت على انتشار الفوضى في المنطقة، ولم يقف دورها عند هذا الحد، بل امتد إلى دول الخليج العربي؛ لزرع الفوضى، وبث الفرقة، وتغذية الصراعات، والطائفية.
أصبحت قناة الجزيرة ورقة محروقة في مجال نشر، وتداول المعلومات، والوثائق، بعد أن فقدت مصداقيتها، وانكشف دورها، وسقط قناعها؛ لتعمدها تزييف الحقائق، وإثارة الفتن، والأزمات، ودعم الإرهاب، والتحريض عليه ؛ فاستشرت - مع الأسف - داخل الجسد العربي. ومع كل ما سبق، فقد أضحت قناة الجزيرة جزءاً من الماضي لدى المتلقي العربي - بصفة عامة -، ولدول الخليج - بصفة خاصة -، وهو ما أكدته تغريدة مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية، والمختص بمواجهة جذور التطرف، والإرهاب، حين وصفت قناة الجزيرة القطرية، بأنها خبيرة في إثارة الفتن؛ فكتبت عبر حسابها الرسمي على تويتر: «قناة الجزيرة القطرية تَنْدَسُّ سماً فتلدغ، وتؤجّج، وتُضْرِم فِتَناً، ثم تتسلّل لِوَاذاً، ولا تُؤتَى ثقة الكريم، كما تُؤتَى من لُؤْمِ مأمنه».