عثمان أبوبكر مالي
(وضع النقاط على الحروف).. مثال حيوي يستخدم دائماً وفي كل مجالات الحياة للاستشهاد بالإيضاح وإظهار الحقائق وحسم الأمور بوضوح تام..
في الشأن الرياضي أصبح ما يقوم به هذه الأيام معالي رئيس هيئة الرياضة وما يطلق من قرارات متعاقبة في القضايا الرياضية؛ إما تضع حلا عمليا منتظرا، أو ترسم خارطة طريق للوصول إلى هدف مطلوب، في وقت محدد مرتبط بزمن معلن ومعلوم؛ سواء أكان الموضوع مشروعا متعطلا، أو إشكالية مغمغمة، أو إدارات مبعثرة، أو فساد استشرى، ناهيك عن خطوات (التوجهات الجديدة) التي ترسم لمستقبل أكثر ازدهارا وتطورا للرياضة السعودية.
الأحد الماضي حمل المؤتمر الرياضي التاريخي الذي عقده المستشار تركي آل الشيخ جملة كبيرة من القرارات التي تكفي وزيادة للاستشهاد بها في هذا الاتجاه، والحديث عنها بتوسع، وقد حظيت معظم القرارات خلال اليومين الماضيين بتفاعل كبير، وقراءات وآراء وكتابات مستفيضة أثرتها كثيراً جداً جداً، ولست بصدد الحديث عنها لعدم التكرار.
استوقفني خلال المؤتمر الصحفي الحديث عن ملف التجاوزات والمخالفات في نادي الاتحاد، أو ما يطلق عليه البعض (ملف الفساد في ميزانية النادي).. ورغم أنه لم يكن ثمة قرار مباشر يتعلق به، إلا أن إجابة مستفيضة من معالي رئيس الهيئة، عندما سئل عنه، وضعت النقاط على الحروف حول مصير الملف الموجود لدى هيئة الرقابة والتحقيق، بعد أن أحيل إليها رسميا في الثامن عشر من شهر سبتمبر الماضي.
من أهم ما حملته الإجابة، التأكيد على أن التحقيق في الملف يحقق نظرية (اللي فات ما مات)، لأن التحقيقات بحسب ما يفهم من الكلام ستمتد إلى عشر سنوات مضت، أي إلى عام (2007م) على الأقل، فقد قال معالي المستشار (موضوع نادي الاتحاد له أكثر من عشرة أعوام، ولن يحل بين يوم وليلة..). وكانت فيها إشارة واضحة للاتحاديين عندما أكد معاليه كلامه بقوله (.. أقول للجماهير الاتحادية، بعد أسابيع قليلة فقط، سنكشف من هم الأشخاص الذين كانوا خلف مشكلات ناديكم وسيحاسبون..). وباختصار فإن تلك الكلمات فيها تأكيد جديد ورسالة صريحة أخرى مختصرها (اطمئنوا لن يضيع حق نادي الاتحاد، ولن يفلت المفسدون الذين أسقطوا النادي الكبير في (حفرة) الوحل والتي لا يزال يتخبط فيها.
كلام مشفر
* ليست الجماهير الاتحادية وحدها تنتظر وبحاجة إلى عودة سريعة لنادي الاتحاد، وإنما الرياضة كلها بحاجة وتنتظر هذه العودة، فقد أثبتت كثير من الشواهد أن هذا النادي هو (روح الكرة) السعودية ونبضها القوي، والدليل مدرجات الملاعب في مباريات الدوري السعودي.
* بسبب المعاناة الكبيرة والأوضاع التي يعيشها تقلص حضور الجماهير الاتحادية كثيراً جداً، ففقدت المدرجات حيويتها وتميزها ونضارتها، وأصبح التشجيع أشبه بوجبة طعام شهي من غير ملح؛ لا طعم ولا مزجية!
* رغم الغياب يُعد الجمهور الاتحادي الأكثر حضوراً في مباريات الفريق على أرضه - قبل التوقف الأخير - ويحتل المركز الأول بين فرق الدوري من خلال إحصاءات (رابطة دوري المحترفين) حتى الأسبوع الثامن.
* الحضور الاتحادي على ملعبه يأتي أولاً؛ من أربع مباريات وبلغ عدده (63283) مشجعاً، ويأتي ثانياً جمهور الأهلي (المتصدر للدوري) وحضوره بلغ (48756) مشجعاً ثم الهلال بنفس عدد المباريات وحضوره (33238) مشجعا!
* التقدم الاتحادي يأتي رغم أن الجماهير الاتحادية لا تحضر (كالمعتاد) وفي مباراة القادسية الأخيرة (امتنع) عن الحضور بشكل جماعي واضح، كنوع من (الاحتجاج المؤدب) على أداء اللاعبين ومستواهم، وكان منظر مشاهدة (3785) مشجعا في المدرجات الصفراء يكاد يساوي حضور واحدة من تمارين الفريق المفتوحة!!
* خلال الأسابيع الثمانية من دوري المحترفين، كان الحضور الاتحادي الأعلى في أربعة أسابيع، لعبها أمام الباطن والهلال وأحد والأهلي، ثم الأهلي وأيضا في أربع مباريات امام الاتحاد والرائد والنصر والفتح، ومن بعد النصر في الأسبوعين اللذين لعبهما أمام الأهلي والهلال، والهلال في الأسبوعين اللذين لعبهما أمام الاتحاد والنصر(!!)
* المرجو أن لا ننتظر طويلاً حتى يعود العميد إلى حيويته، بعد حل مشكلاته، وبالتالي تعود جماهيره لتملأ جنبات ملعب الجوهرة بأعدادها وأصواتها وأهازيجها المعروفة والمميزة.
* الإعلان عن تأجيل مشروع خصخصة الأندية الرياضية كان (أصعب) ما خرجت به الجماهير الرياضية من المؤتمر الصحفي التاريخي، حيث كانت الجماهير (خاصة الاتحادية) تعلق آمالها على المشروع ليخلص انديتها من آثار التجاوزات والمشكلات المالية والإدارية التي أعاقت الكل وكبلت البعض و(دمرت) البعض الآخر.