منذ تأسيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1394هـ - 1974 م بقرار مجلس الوزراء الموقر ذي الرقم 560 وهي تحمل جناحين متلازمين يسيران بخطيين متوازنين باهتمام كبير بهما معاً «الشباب والرياضة».. وحظي القطاعان باهتمام ورعاية كبيرة من الدولة، وكان لسمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - الفضل بعد الله في إرساء دعائم قوية سواء في البنية التحتية أو إعداد الكوادر السعودية في مجالي الشباب والرياضة، ثم أكمل المسيرة من بعده أصحاب السمو رؤساء رعاية الشباب.. ثم قبل عامين أو أقل تم تعديل مسمى رعاية الشباب إلى الهيئة العامة للرياضة «فقط» دون الشباب، وهذا القطاع الحيوي «الشباب» له مناشطه وبرامجه واهتماماته، فهو محط الاهتمام في المملكة ودول مجلس التعاون والدول العربية لأنهم ركائز المجتمع ومعقد أمله، ولقد أدى إلغاء مسمى الشباب من الجهة المسؤولة في المملكة «الهيئة العامة للرياضة» إلى إضعاف المناشط الشبابية مما أدى بالتالي إلى تأثر دور المملكة الشبابي في المحافل الخليجية والعربية والدولية وهي التي تحتل - بحمد الله - الريادة دائماً فتلك منجزات للوطن من الأهمية المحافظة عليها.
فعلى سبيل المثال كانت المملكة ممثلة في رعاية الشباب تتصدّر المشهد الشبابي الخليجي والعربي وعلى مستوى جامعة الدول العربية، حيث كانت إدارة الشباب والرياضة بالجامعة تعتمد الكثير من الآراء والمقترحات الشبابية التي تقدّمها المملكة، بل كان لعضوية المملكة في اللجنة الشبابية دور بارز في الكثير من القرارات التي يقرّها وزراء الشباب والرياضة بالجامعة العربية.. أضف إلى ذلك الاتفاقيات التي أبرمتها المملكة مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة والتي تتضمن برامج شبابية مختلفة مثل تبادل الوفود والمعسكرات والمهرجانات الشبابية والحوارات الشبابية والندوات وتبادل الخبرات وفي مجال حركة بيوت الشباب وغيرها من المناشط، وإذا ما عدنا للأنشطة الشبابية المحلية التي يمارس فيها شباب المملكة هواياته ويقضي وقت فراغه بما يفيده ويفيد المجتمع، بل أكثر من ذلك فتلك البرامج تنأى بشبابنا عن انتهاج أفكار ضالة أو أن يكون فراغه ضاراً له فهناك الكثير من المسابقات الثقافية والاجتماعية والعلمية، والمسرحية والفنون التشكيلية والرحلات الشبابية والكشفية وخدمة المجتمع وغيرها من البرامج بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية.. وتقود كل تلك البرامج وكالة شؤون الشباب بالهيئة التي تضم كفاءات ذات خبرة ودراية بالعمل الشبابي، إضافة إلى مكاتب الهيئة في كل مناطق المملكة وكل ذلك يأتي إنفاذاً لخطة الهيئة «الرئاسة سابقاً» في ترجمة أهداف الدولة في الحفاظ على شبابنا وتفعيل أدواره وتكثيف البرامج والمناشط التي يجد فيها الشباب نفسه وتلبي رغباته واهتماماته، ومن أبرز المجالات الشبابية الرائدة في المملكة بيوت الشباب التي تعد بحد ذاتها مجالاً مهماً ومميزاً وتضم بيوت الشباب في عضويتها أعداداً كبيرة من الشباب بمختلف مناطق المملكة، وقد حققت المملكة في مجال بيوت الشباب منجزات خليجية وعربية ودولية، فالمملكة عضو مؤسس للاتحاد العربي لبيوت الشباب وعضو فاعل في الاتحاد الدولي لبيوت الشباب حققت فيه الجمعية العربية السعودية إنجازات وجوائز مشرّفة لتميزها في مجال بيوت الشباب في المملكة مما أكسبها بحمد الله سمعة عربية ودولية، ولأهمية بيوت الشباب فإن سمو الرئيس العام كان يرأس شخصياً مجلس إداراتها وقد تشرّفت بحكم موقعي وعملي الشبابي بعضوية مجلس إدارتها وعضوية الاتحاد العربي.
وللجمعية أنظمتها ولوائحها المعتمدة والمنسجمة مع أنظمة الاتحاد الدولي لبيوت الشباب، والشيء بالشيء يذكر، لا أنسى - وكنت أمثل المملكة مع أخي فهد الدهمش - رحمه الله - الذي كانت له اليد الطولى في الاهتمام بحركة بيوت الشباب منذ تأسيسها - أقول لا أنسى مشاركة المملكة في المؤتمر الدولي لبيوت الشباب في هولندا 1984 م وهو العام الذي قبلت فيه الجمعية، (المملكة) عضواً كاملاً العضوية في الاتحاد الدولي عندما قالت ملكة هولندا - وكانت تحضر حفل افتتاح المؤتمر»المملكة العربية السعودية اليوم نجم المؤتمر» وذلك بعد وضعي نجمة العضوية في خارطة الاتحاد الدولي.
إن الحديث يطول عن الشباب وأدواره ومناشطه والاهتمام به وتعزيز كوادره ودعم مسيرته ليواصل عطاءه في خدمة وطنه المملكة في كل المجالات والمحافل الشبابية المحلية والعربية والدولية وهذا ما نأمله من معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة المستشار الأستاذ تركي آل الشيخ.
ويسرني أن أقدّم لمعاليه بعض المقترحات التي تدعم مسيرة العمل الشبابي، وأنا واثق أنها ستنال اهتمام معاليه ومساندته وأهمها:
- تعزيز البنية التحتية للمنشآت الشبابية سواء المستقل منها بذاته مثل معسكرات الشباب الدائمة (حالياً لا يوجد غير اثنين في الطائف وحائل) أو تلك الموجودة داخل المدن الرياضية مثل بيوت الشباب .
- الاستفادة من المنشآت الشبابية التي لم تتم الاستفادة منها مثل قاعات المحاضرات ومسرح الشباب في بعض المنشآت الرياضية وخاصة الأندية. (بعض المناطق في المملكة لا يوجد فيها أصلاً أي منشأة شبابية).
- التوسع في إنشاء بيوت الشباب في المملكة (يوجد حالياً 21 بيتاً للشباب) فهي في الواقع غير كافية خاصة إذا ما علمنا أن شرائح الشباب في المجتمع تزيد عن 65 %.
- تفعيل وزيادة أوجه التعاون في المجالات الشبابية مع عدد من الأجهزة الحكومية مثل وزارة التعليم وهيئة السياحة، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وغيرها (هناك اتفاقيات تعاون موقّعة من قبل رعاية الشباب سابقاً) مع تلك الهيئات).
- تعزيز البنود المالية للقطاعات الشبابية خاصة وكالة شؤون الشباب وجمعية بيوت الشباب، ودعمها بكوادر إضافية سواء من ذوي الخبرة أو من الشباب المؤهل القادر على تطوير العمل الشبابي وتعزيز أدواره.
- تكثيف التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني الشبابية القائمة فلديها العديد من البرامج الشبابية المهمة التي تتوافق مع خطط الهيئة العامة للرياضة.
ولعل الاقتراح الأهم الذي أرفعه لمعاليه هو النظر في إمكانية تعديل مسمى الهيئة العامة للرياضة ليكون (الهيئة العامة للشباب والرياضة) كما هو معمول به في كثير من الدول الشقيقة والصديقة انطلاقاً من حرص ودعم القيادة الرشيدة لشباب هذا الوطن ومواطنيه ورعايتها لهم.
وفّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
** **
بقلم/ منصور بن عبدالعزيز الخضيري - وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب (سابقاً)