«الجزيرة» - محمد السنيد:
دشَّنت الخطوط السعودية مساء أمس الأول الاثنين رحلاتها الرسمية والمنتظمة بين المملكة والجمهورية العراقية بعد توقف استمر (27) عاما، وغادرت الرحلة الافتتاحية مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة مساء اليوم وعلى متنها مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر والسفير العراقي لدى المملكة الدكتور رشدي العاني والقائم بأعمال السفارة السعودية في بغداد صلاح الهطلاني وممثّلون لوسائل الإعلام المختلفة والضيوف المسافرون على الرحلة الافتتاحية، وبعد ساعتين من مغادرتها حطت الطائرة على أرض مطار بغداد الدولي وتم الترحيب بها من قبل المطار برش المياه كالمعتاد.
وتقدّم المستقبلين رئيس الهيئة العامة للحج والعمرة العراقي الشيخ خالد العطية ونائب السفير السعودي في العراق مشعل العتيبي وعدد من قيادات الطيران المدني العراقي ومطار بغداد الدولي.
وفِي صالة المطار أقيم الاحتفال الرسمي وتدشين التشغيل من بغداد إلى جدة، وبدأ الاحتفال بآي من الذكر الحكيم، ثم عُزف السلام الملكي السعودي والسلام الجمهوري العراقي.
وألقى رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة العراقي الشيخ خالد العطية كلمة رحب فيها بمدير عام الخطوط السعودية ومرافقيه على الرحلة الافتتاحية، مؤكداً أن عودة الخطوط السعودية للتشغيل إلى العراق هو أمنية كل العراقيين لما يمثّله ذلك من أهمية في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وتسهيل وصول الحجاج والمعتمرين العراقيين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، سائلاً الله أن تتواصل خطوات تعزيز وتطوير العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العراقيين بما يخدم البلدين والشعبين الشقيقين والأمتين العربية والإسلامية.
عقب ذلك ألقى مدير عام الخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر كلمة عبر في مستهلها عن سعادته بإعادة تشغيل رحلات الخطوط السعودية الناقل الوطني للمملكة إلى العراق تزامنا التطور المتنامي للعلاقات بين البلدين الشقيقين.
وقال الجاسر: أجمل التحايا نحملها لكم من المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين إلى الجمهورية العراقية الشقيقة بلاد الرافدين في هذا اليوم التاريخي والمناسبة السعيدة، حيث نحتفل معاً بعودة الناقل الوطني للمملكة الخطوط السعودية تشغيل الرحلات الرسمية والمنتظمة بين المملكة والعراق بعد توقف دام سبعةً وعشرين عاماً لم تتوقف خلالها الجهود والعمل الدؤوب لتهيئة الظروف المناسبة من أجل هذا اليوم التاريخي الذي يشهد عودة الخطوط السعودية إلى العراق الشقيق تحمل على متنها مشاعر المحبة والتقدير وتعلن انطلاقة جديدة لتعزيز التواصل والتعاون بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين في هذه المرحلة المهمة التي تشهد تطوراً كبيراً في علاقات البلدين على مختلف الأصعدة وتعزيزاً للتعاون بينهما في مختلف المجالات ويسعد الناقل الوطني للمملكة الخطوط السعودية المساهمة في دعم هذه العلاقات وتعزيز هذا التعاون عبر توفير خدمات النقل الجوي المباشر والمنتظم بين البلدين وتوفير أفضل الخدمات لكافة شرائح الضيوف المسافرين بين المملكة والعراق مع إتاحة الخيارات المناسبة لضيوفنا الأعزاء من العراق الشقيق للوصول إلى مختلف دول العالم عبر شبكة رحلاتها الدولية الواسعة والمتنامية وشركائها في تحالف سكاي تيم الدولي.
وأبان الجاسر في كلمته أن الخطوط السعودية تشهد حالياً تنفيذ برنامج طموح للتحول وخطة إستراتيجية عنوانها السعودية 2020 والهدف تكرار إنجازات سبعين عاماً خلال سبعة أعوام فقط من خلال الاستثمار الأمثل في العنصر البشري وتحديث وتنمية الأسطول ورفع الكفاءة التشغيلية وزيادة السعة المقعدية داخلياً والتوسع في التشغيل الدولي وتطوير الخدمات والمنتجات بما يناسب كافة شرائح الضيوف ومنهم الضيوف العراقيين الأعزاء، وأضاف: نحتفل اليوم باستئناف الرحلات المنتظمة إلى العراق عبر العاصمة بغداد ونخطط للتوسع قريباً في التشغيل إلى وجهات أخرى داخل العراق دعماً للعلاقات المتنامية بين البلدين الشقيقين وسنوفر أفضل الخدمات لمختلف شرائح الضيوف العراقيين الكرام وتشغيل مرن يسمح باستيعاب حركة المعتمرين المتنامية مع توفير رحلات إضافية خلال موسم الحج آملاً أن نحتفل معاً وقريباً بمشيئة الله بتدشين الوجهة الثانية في الجمهورية العراقية وأن تتواصل أواصر توثيق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين. ثم ألقى السفير العراقي لدى المملكة الدكتور رشدي العاني كلمة أكّد فيها أن عودة الخطوط السعودية للعراق كان أملاً طال انتظاره وها هو يتحقق في انعكاس طبيعي لتطور العلاقات بين المملكة والعراق والتي تشهد حالياً نمواً وتحسناً في كافة المجالات، معرباً عن أمله في عودتها لسابق عهدها.
بعد ذلك ألقيت بعض القصائد والكلمات الترحيبية، ثم تم تبادل الهدايا التذكارية.
قام بعد ذلك مدير عام الخطوط السعودية والمسؤولين العراقيين بجولة في صالات الوصول والمغادرة بمطار بغداد الدولي ومنصات الخدمة، حيث تم استقبال الضيوف العراقيين المسافرين على الرحلة الأولى من بغداد إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
وكانت الخطوط السعودية قد أعدت احتفالاً بهذه المناسبة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة بمناسبة تدشين الرحلات المنتظمة بين المملكة والعراق، حيث تمت خدمة الضيوف وإنهاء إجراءات سفرهم عبر منصة خدمة خاصة وتقديم القهوة العربية والتمر والحلوى، ودشَّن مدير عام الخطوط السعودية والسفير العراقي والقائم بالأعمال السعودي التشغيل الرسمي للرحلات المنتظمة للناقل الوطني بين المملكة والعراق في حفل مبسط بصالة الفرسان.
ويأتي تشغيل الخطوط السعودية للرحلات الرسمية والمنتظمة بين المملكة والجمهورية العراقية مواكباً للنمو والتطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما يأتي ضمن مبادرات برنامج التحول الذي يجري تنفيذه في المؤسسة وشركاتها ووحداتها الإستراتيجية والذي من ضمن أهدافه تعزيز الوضع التنافسي لـ «السعودية» على القطاع الدولي عبر التشغيل إلى وجهات دولية جديدة، وتُعد بغداد الوجهة الدولية الخامسة التي يتم تدشينها خلال عام 2017م بعد التشغيل إلى كل من ملطان في باكستان وبورتسودان في شهر إبريل ثم موريشيوس في سبتمبر وترافندروم بالهند في الأول من أكتوبر الجاري، ويتم تخطيط التشغيل إلى الوجهات الدولية - ومنها بغداد - بناءً على دراسات مستفيضة لخدمة شرائح متعددة من الضيوف تشمل المعتمرين والحجاج والمستثمرين والسياح وكذلك الضيوف المواصلون إلى الوجهات الدولية الأخرى التي تصل إليها «السعودية» أو شركاؤها في تحالف سكاي تيم الدولي».
وقد أتمت الخطوط السعودية جدولة رحلاتها إلى العراق بواقع رحلتين يومياً في الاتجاه الواحد (28 رحلة أسبوعياً في الاتجاهين) من جدة إلى بغداد ضمن الجدول التشغيلي المنتظم، والتنسيق للتشغيل من بغداد إلى مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة قريباً، وكذلك التخطيط للتوسع في التشغيل ليشمل وجهات عراقية أخرى، مع إمكانية دعم الناقل الوطني لحركة موسم الحج التشغيلية من العراق بتوفير رحلات إضافية، ويتم تشغيل الرحلات إلى العراق بطائرات عريضة البدن ذات سعة مقعدية عالية.